يتوقع ان تحاط الحملة العسكرية الأميركية لمكافحة الارهاب في العالم والتي اطلق عليها البنتاغون اسم "النسر النبيل" بسرية تامة وقيود صارمة لا مثيل لها. وتم حصر التخطيط للعمليات المحتملة بدوائر معيّنة للتأكّد من أن أقل عدد ممكن من الاشخاص على علم بها. ونقلت شبكة "سي. ان. ان." عن مسؤولين في البنتاغون ان إدارة الرئيس جورج بوش قررت التشدد حتّى في إعطاء المعلومات الروتينية، خشية ان يستفيد الارهابيون منها، واشاروا الى قول الرئيس الاميركي اول من امس: "اود أن أوضح للشعب الاميركي أن هذه الادارة لن تتحدث عن أي خطة قد تملكها أو لا تملكها... لن نعرّض أياً من جنود الولاياتالمتحدة للخطر". ولوحظ ان البنتاغون توقف عن بث معلومات على انترنت تتعلّق بمواقع السفن الحربية. ولم يتم تحديث الصفحات الالكترونية التابعة له منذ العاشر من الجاري أي اليوم الذي سبق الاعتداءات. وحتى الآن يبدو ان البنتاغون لم يقرر بعد السماح للصحافيين بالتواجد في السفن لنقل الاخبار وهو اجراء روتيني كانوا سمحوا به في حرب الخليج الثانية. ولم يرشح حتى الآن سوى أن البنتاغون يتحضّر لأفضل الخيارات وأسوأها في هذه العمليات العسكرية. ويتضمن أفضل خيار ضربات جوية على الدول التي تدعم الارهاب، في حين يقضي الخيار الاسوأ بإلقاء القبض على متهمين بالارهاب مثل اسامة بن لادن وتصفيتهم. ولم تكشف تفاصيل الخطط الحالية لمراسلي وكالات الانباء. وبررت مصادر في البنتاغون تلك السرية بقولها ان المنظمات الارهابية تفتقر الى القدرة على جمع المعلومات، فهي تتكل على وكالات الانباء لمراقبة أعمال أعدائها. حملة جوية وواضح حتى الآن من تسمية العملية، انها ترمز الى حملة جوية مرتبطة بكرامة الولاياتالمتحدة كون النسر شعاراً وطنياً في اميركا. وينتقي خبراء البنتاغون التسميات بمنتهى الدقة. واختيرت تسمية "النسر النبيل" غطاء لما وصفه أحد العسكريين "المهمة التي تشمل الدفاع عن أرض الوطن وتنظيم النتائج المتأتية عنها"، في ضوء الاعتداءات الارهابية الأخيرة. ومنذ أصبح "درع الصحراء" و"عاصفة الصحراء" اسمين شهيرين لعمليات التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة في الخليج، أخذت التسميات العسكرية بعداً جديداً فأصبحت تمريناً يقضي باستحداث الاختصارات المناسبة والسريعة "كوسيلة سهلة وعملية للتعرّف الى العمليات"، على حد قول جايمس بي ايتير اللواء المتقاعد في البحرية الاميركية ورئيس الجامعة العسكرية في ماناساس. وقال ريتشارد تريفي القائد العسكري المتقاعد والمدير السابق للمكتب العسكري في البيت الأبيض ان التسميات العسكرية تطلق بحرص شديد ويتم اختيار اسماء العمليات على مستوى القادة فهم يملكون قاموساً كاملاً ليختاروا منه كلمات ذات نفس بحري إذا كانت عملية بحرية، أو اسماء طيور إذا كانت عملية جوية. وأوضح تريفي أن هذه التسميات تخضع للمراجعة كي تلائم الذوق والحس السياسيين. ولا تعود التسميات العسكرية إلى أكثر من قرن واحد. ولم ينل بعضها، كعملية الحاكم المطلق غزو النورماندي في الحرب العالمية الثانية وعملية بارباروسا الاسم الالماني المرمّز للجبهة الشرقية، شهرة، إلا بعد وقوعها بزمن. وتذكّر هذه الأسماء بحوادث درامية كبيرة ولكنّها لم تكن شائعة بين العامة في تلك الأيام. ولكن الوضع تغيّر عندما أصبحت تسمية عاصفة الصحراء معروفة لدى وسائل الإعلام وفي عناوين الصحف. واستغلّ التجّار الاسم ليغرقوا الاسواق بقمصان وملصقات وحتى زينة الميلاد التي تصور طائرات محاربة. وعاد تريفي بالذاكرة إلى أيام كانت تطلق التسميات على العمليات في الجو، "لكن غالباً ما كانت تأتي النتائج غير مرضية. ففي الحرب الكورية مثلاً، أطلق على خطة هجوم اسم عملية الضربة الساحقة، ولكن فشلت العملية وكنا نحن من تلقّى الضربة الساحقة". وعلى مر السنين تضمّنت آلاف الاسماء البرّاقة للعمليات العسكرية الاميركية الصغيرة منها والكبيرة، كعملية شايني بايونيت العصا اللمّاعة وعملية لونغهورن الطويل القرن وعملية راينبو قوس قزح وعملية جيب ستيوارت جيب من العائلة المالكة السكوتلندية.