أول الكلام: من ديوانها: "مجرد مرآة مستلقية"، للشاعرة الكويتية/ سعدية مفرّح: - يا إلهي: كيف تكوَّنت هذه البحيرة الرائعة بين قدمي متى نما سياجها الشجري حولها؟! يا إلهي: كيف أغرف منها ما يروي عطشي من دون أن أنحني... كيف؟!! 1 كان يزرع رأسه في صدر الغياب، والوحدة، والخيال... فمن هو؟! - بل قل: ماذا أنا؟! - أنت لا تطلب مني سؤالاً، بقدر ما تفتش داخلك لتستقر مرتاحاً هانئاً فيه! - أنا... كنت ذلك الصدر الذي صارت تصْفُر فيه الريح الآن، ينادي على ساكن لا يرحل... لا يخون... لا يُهدِّم هذا السكن من الداخل! - وهل تعبت من النداء، أم... من السؤال؟! - الآن... لا فرق بين تعب وآخر! 2 الآن... "هو" يريد شيئاً آخر!؟ - هل سيكون ذلك الشيء الآخر صعباً حتى تُمهِّد له؟! - لا... بل إنني - فقط - أتمسَّك بلغة النقاء والوضوح. - وأنت تعرف أن الكثير من الناس قد جفّت نفوسهم من النقاء ورحل عنها الوضوح، حتى في الصداقة... فماذا تريد؟!! - أن أزرع رأسي في صدر حضور شيء ما... شخص ما! - أرجوك... لا تحبس خيالي في زنزانة لا تملك أنت مفتاحها! - بل... لا تدعنا نُحمِّل حلمنا فوق ما يطيق! 3 حاول أن يرفع رأسه قليلاً، لعله يُحدث مسافة بين الرأس وما يحطُّه عليه!! - نحن نحب أن نحيا العمر بكل ثوانيه: أفراحاً، وحلماً، وحباً. - نعم... لأن الحزن الطويل علَّمنا أن نُقبل على الفرح القصير، والحلم في اليقظة، والحب "السندويتشي". - أليس هذا الشعور من مخاض إهدار الفرص؟! - ونحن نقتحم بها الأوقات القصيرة؟! - ما دمنا نقدر على الفرح... ولو خطيفة! - فلماذا نؤجل الأوقات والزمان إذاً؟! - فرق بين أن نقدر على الفرح، وبين أن يقدر الفرح علينا!! - الآن: أصعب قدرتنا على الفرح: مُقعدة: فلا بد للفرح أن يقدر علينا لننهض به!! - لا أحب أن يكون شعوري "إرشيفاً" للحزن، ولا حتى للفرح. - الشعور الصادق: لا يتحول الى مجرد "ذكرى"... بل يبقى وقوداً للاحساس!! 4 جفّت الأسئلة... وبقيت "الطيور" غفراناً لزمانٍ يغتال أغاني الانسان. صارت أغانينا: مقلة تختال في عمقها ملامحنا!!