بغداد، واشنطن - أ ف ب - على رغم تأكيد مسؤولين أميركيين ان قرار إدارة الرئيس جورج بوش صرف مبلغ أربعة ملايين دولار لدعم نشاطات للمعارضة داخل العراق، لا يمثل سياسة جديدة إزاء هذا البلد، اعتبر نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان أمس القرار "مثيراً للسخرية". وأضاف رمضان الذي كان يتحدث أمس بعد اجتماعه مع وفد شعبي أردني يزور العراق: "لا نعير هذه التصرفات أي اهتمام، بل تزيدنا سخرية واستهزاء بطريقة عمل هذه الادارات، ومع مَن يتعاملون من نوعيات". وكان مسؤولون أميركيون أوضحوا ليل الجمعة ان صرف 4 ملايين دولار ل"المؤتمر الوطني العراقي" المعارض لتمويل نشاطات له داخل العراق هو القرار الأول من نوعه منذ 5 سنوات، لكنه لا يمثل سياسة جديدة إزاء هذا الملف. وذكروا ان ذلك المبلغ خصص ل"المؤتمر" ليجمع معلومات في العراق عن "جرائم ضد الانسانية ارتكبها نظام الرئيس صدام حسين". لكن المسؤولين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية أوضحوا ان قرار وزارة الخزانة الأميركية صرف الأموال ناجم عن قرار اتخذه الكونغرس في عهد الرئيس بيل كلينتون. وقال الناطق باسم الوزارة ريتشارد باوتشر ان "العالم يتوقع سياسة جديدة ومختلفة، خصوصاً حيال مسائل بأهمية موضوع العراق، لكن المسألة غير ذلك". واعلنت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي ماري الين كاونتريمان، ان العملية بدأت في عهد كلينتون لكن "منح مساعدة مالية يتطابق مع موقف بوش المساند للمعارضة العراقية، ونعمل كي نضمن ان العراق لا يمثل تهديداً لجيرانه ولشعبه، ويحترم الموجبات التي نصت عليها قرارات الأممالمتحدة". ونسبت صحيفة "واشنطن بوست" الى مصادر في الخارجية الأميركية ان قرار صرف الأموال ل"المؤتمر" اتخذ مطلع الاسبوع. تحذير على صعيد آخر رويترز أكد مفتش دولي سابق أن "العراق انتج بكتيريا من نوع بروسيلا المستعملة في السلاح البيولوجي"، على رغم نفي بغداد امتلاكها وعدم ذكرها في تقارير المفتشين الدوليين. وقال رود بارتون، المسؤول السابق في لجنة "أونسكوم": "لدى العراقيين علماء مختصون ببكتيريا بروسيلا واستوردوا مواد تصلح لتنميتها". وكان بارتون يتحدث ليل الجمعة في "معهد مونتيري" لدراسات الحد من التسلح. وقدّر ان العراق "انتج نحو ألفي ليتر من بروسيلا"، مشيراً إلى أن "تقارير أونسكوم لم تتحدث عن هذه المادة، لأن الأدلة على وجودها لم تبرز إلا في 1999 عند درس عدد من الوثائق القديمة". معروف أن مفتشي اللجنة غادروا العراق أواخر 1998. ورجح بارتون ان تكون بغداد استغلت غياب المفتشين لاستئناف انتاج أسلحة بيولوجية، مؤكداً أنها تجري منذ 1995 تجارب على طائرة من طراز "ال 29" مستوردة من أوروبا الشرقية "تعمل بقيادة آلية وقادرة على الوصول إلى إسرائيل، والتعديلات التي يدخلها العراقيون عليها تمكنها من ايصال السلاح البيولوجي إلى أهداف هناك".