أحيى فلسطينيو 1948 امس الذكرى السنوية الأولى لهبتهم الشعبية التضامنية مع انتفاضة القدس والاقصى بإضراب شامل عم بلداتهم واغلقت المحال التجارية والمؤسسات المختلفة والمدارس أبوابها. وشارك عشرات الألوف في تظاهرات ومسيرات صامتة في سبع بلدات عربية سقط فيها، قبل عام 13 شهيداً برصاص الشرطة الاسرائيلية. ومع انتصاف اليوم ارتفع صوت الأذان من المساجد وقرعت أجراس الكنائس لتعلن الوقوف دقيقة صمت اجلالاً لذكرى الشهداء. وانطلق المتظاهرون من مواقع استشهاد الشبان باتجاه اضرحتهم حيث وضعوا أكاليل الزهور وقرأوا الفاتحة على أرواحهم. وحمل المتظاهرون الاعلام الفلسطينية وأخرى سوداء وصور الشهداء ولافتات تندد بسياسة حكومة شارون - بيريز وبمواصلة قمع الأهل في الضفة الغربية وقطاع غزة. كما نددت بسياسة الولاياتالمتحدة المنحازة لاسرائيل. ونادوا بمنح الشعب الفلسطيني حقه في الاستقلال وبمساواة مدنية للاقلية القومية داخل الخط الأخضر. وسار في مقدم المتظاهرين النواب العرب في الكنيست وقادة جميع الأحزاب ورؤساء البلديات. وكان لافتاً مشاركة وفود يهودية يسارية نصب بعضها "خيمات سلام" على مشارف بعض البلدات العربية دعت الى الحوار من أجل دعم التعايش المشترك بين شعبي البلاد. وانتهت غالبية المسيرات بهدوء باستثناء مدينة الناصرة حيث هاجم مئات الشبان مقر الشرطة في المدينة بالحجارة والزجاجات الفارغة. وشهد مدخل مدينة أم الفحم في المثلث مواجهات بين المتظاهرين وعناصر الشرطة واغلق الشارع الرئيسي لبعض الوقت. وفي الحالين تدخل نواب عرب ووجهاء المدينتين لإعادة الهدوء. وبعد انتهاء التظاهرات نفذت الشرطة الإسرائيلية اعتقالات في أوساط فلسطينيي 48 في كل من الناصرة وأم الفحم. واستعانت الشرطة بعناصر من "حرس الحدود" لتفريق المتظاهرين في أم الفحم وبالغاز المسيل للدموع لإعادة فتح الشارع الرئيسي الذي يعد ثاني أهم الشوارع الرئيسية في إسرائيل. وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن المتظاهرين الذين اغلقوا الشارع بالصخور والإطارات المشتعلة هتفوا لحياة أسامة بن لادن.