وعد الرئيس فلاديمير بوتين ب"الاقتصاص" من المسؤولين عن تفجير نفق للمشاة في قلب موسكو، لكنه رفض تحميل الشيشانيين المسؤولية، فيما أعلنت أجهزة الأمن اكتشاف كمية كبيرة من المتفجرات في محطة قطار رئيسية في العاصمة. وأدى الانفجار إلى مصرع سبعة أشخاص وإصابة 93 بحروق وجروح. ووجه عدد من كبار المسؤولين اتهامات مباشرة إلى الشيشانيين أو إلى "قوقازيين"، والتعبير الأخير يطلق على كل ذوي البشرة السمراء. وغدا هؤلاء عرضة لمضايقات ومساءلة رجال الشرطة، ما أثار قلقاً واستياء واسعين. وقال رئيس جمهورية انغوشيا رسلان اوشيف إن "الشيشانيين يحملون كل المساوئ في روسيا"، وطلب الامتناع عن اطلاق الاتهامات جزافاً. وبعد صمت دام أكثر من عشرين ساعة، قال رئيس الدولة إنه يرفض "وضع دمغة اتهام على شعب كامل"، ودعا إلى عدم البحث عن "أصابع لها أصل قومي، شيشاني أو غير شيشاني". إلا أن بوتين شدد على أن التفجير لن يثنيه عن مواصلة الحرب في الشيشان و"قمع الارهاب في وكره". ولم يستبعد ان يكون الحادث نتيجة "تصفية حسابات" في عالم الاجرام. وفي كل الأحوال وعد ب"العثور على المجرمين عاجلاً أو آجلاً والرد عليهم بشكل مكافئ للجريمة". واتخذت اجراءات مشددة خوفاً من عمليات ارهابية أخرى، وأعلنت أجهزة الأمن أنها اكتشفت في محطة قطار "كازانسكي"، وهي واحدة من المحطات الرئيسة في موسكو، عشرة صواعق وأربعة كيلوغرامات من مادة "تي. ان. تي" الشديدة الانفجار. وكانت اجراءات الحراسة شددت على الكرملين وأهم المباني والمنشآت الحيوية في العاصمة الروسية بعد الانفجار. وشكلت لجنة تحقيق عليا ترأسها وكيل هيئة وزارة الأمن الفيديرالية فلاديمير برونيتشيف الذي قال إنه "لا يشك في أن ما حصل عمل ارهابي". وتابع انه "لا يلغي من الأجندة الاثر الشيشاني". وأعلن احتجاز شخصين أحدهما شيشاني والآخر داغستاني. واضطر ممثل الإدارة الشيشانية المتعاونة مع موسكو شامل بنو إلى اصدار بيان خاص يطلب فيه "عدم التسرع في توجيه الاتهامات" لحين ظهور نتائج التحقيق. وشدد على أن الحديث عن "أصابع شيشانية" يقوض جهود التسوية التي ذكر ان الكرملين يبذلها بالتعاون مع الإدارة الشيشانية. يذكر ان الحادث تزامن مع ذكرى مرور عام على تعيين بوتين رئيساً للوزراء، اثر احتلال راديكاليين شيشانيين اجزاء من جمهورية داغستان المجاورة. وبعد أيام من ذلك أدت تفجيرات في موسكو ومدن أخرى إلى مصرع وجرح مئات الاشخاص، وكان ذلك واحداً من أسباب الحرب الشيشانية. وفي حينه أشارت صحف روسيا إلى أن أجهزة الأمن قامت بايحاء من الكرملين بتنظيم التفجيرات لجعلها ذريعة لشن الحرب. وقد استثمر خصوم الرئيس التفجير الأخير لاتهام بوتين بالفشل في وقف الأعمال الارهابية، فيما قال ل"الحياة" سياسي قوقازي معروف إن المعارضين لرئيس الدولة قد يكونون "الأيدي المحركة" للعمل الارهابي.