هل تستطيع نثرات صغيرة من قلب ميت وبضع نتف من شعر الملكة ماري انطوانيت، أن تحلّ لغز العائلة الملكية الفرنسية بعد قرنين؟ ذلك ما يزعمه البروفسور البلجيكي جان جاك كاسيمان، الاختصاصي في علم الجينات، لكنه لن يبوح بالسرّ قبل التاسع عشر من نيسان ابريل الجاري. ويتعلق السرّ الملكي بهوية ومصير لويس تشارلز دي فرانس، الطفل ذي العشرة أعوام الذي غدا، تلقائياً، وريثاً للعرش بعد إعدام أبيه الملك لويس الرابع عشر وأمه ماري أنطوانيت بالمقصلة في 1973، إبان ذروة الثورة الفرنسية. لكن الطفل كان في "سجن المعبد" التامبل الباريسي، ووضعه ثوار جمهوريون تجنباً للمطالبة بعودة الملكية. وتكمل الرواية الرسمية بأن الطفل قضى مريضاً بأعراض داء السل، في الثامن من حزيران يونيو من العام 1795. وسرعان ما سرت إشاعات أن الوارث الملكي لم يمت، وأن ثلة من مؤيدي الملكية تمكنت من تحريره واستبدلته بجثة طفل ميت إمعاناً في التمويه. وظهر في أوروبا أكثر من وارث يحمل اسم لويس تشارلز، بعضهم دأب على توريث اللقب الملكي المتنازع عليه الى الأبناء والأحفاد. ويقول كاسيمان انه أجرى اختبارات جينية على عينات صغيرة من قلب جثة الطفل التي وجدت في سجن "تامبل". فأنصار الملكية الفرنسية حرصوا على الحصول على القلب الذي انتزعه كبير أطباء السجن أثناء تشريح جنائي لمعرفة سبب الوفاة. وتناقلت القلب أيد كثيرة بعد حفظه في الخل، قبل أن يصل الى المقبرة الملكية في العام 1975 حين دفن بحضور بعض ألاحفاد الملكيين وإشراف كاسيمان. ويؤكدكاسيمان أنه أرسل عينات من القلب وبعض شعر الأم ماري انطوانيت واثنتين من شقيقاتها، الى المختبرات في جامعة مونستير الألمانية لمقارنتها مع نتائج أبحاثه التي يجريها في مختبرات جامعة لوفين الفرنسية.