تنهض السيدة من سريرها وتمد يدها لتكبس زرّ رجلها الآلي "الروبوت". ثم تتذكر. روبوتها يتحرك على الذبذبات الصوتية. تناديه: "جون... جون؟" المفترض أن يكون اسمه أجنبياً، فالتكنولوجيا بنت الغرب. ويتحرك جون نحوها بسرعة البرق: "ماذا تشرب سيدتي. عصير؟ قهوة؟ أم نسكافيه؟". "لا جون لا، ليس الآن، أرجوك أن تذهب الى المطبخ وتحضر سندويشات الأطفال قبل أن توقظهم. ولا تنسى أن تسكب لهم أكواب الحليب مع "الكورن فليكس" ليتناولوا إفطارهم قبل الذهاب الى المدرسة. بعدها أعد لي ولزوجي كوبي عصير وركوة قهوة وقليلاً من البسكويت، ثم يمكنك الانصراف الى العمل المنزلي. لديك مهمات كثيرة لتتممها اليوم. شكراً "جون". ما تقدم ليس "سيناريو" أو مشهداً من فيلم تخييلي- علمي. إنه وقائع حلم غالباً ما يراود كل آدمي "طبيعي" يتمنى لو أن "روبوته" الخاص موجود معد، يلبي له كل حاجاته ويتحمل عنه كل أعباء عمله المنزلي أو أي عمل آخر. أليس جميلاً لو كان لكل منا رجل آلي يغسل الأطباق وينشر الغسيل ويكويه ويستخدم المكنسة الكهربائية في المنزل ويمسح الأرض وينظف الحمامات ويساعد الأولاد في حماماتهم ولبسهم ويخبرهم قصصاً طريفة قبل النوم ويحضر لهم أحياناً وجبات غير مألوفة ولا يمر يوم من دون أن يحضر لهم الحلويات الشهية...الخ؟ من يستطيع أن يضع حداً للأحلام؟ صحيح أن اليابانيين صمموا رجلاً آلياً لا يتجاوز طوله 44 سنتمتراً يتحرك في المنزل في سهولة، إلا أن "R100" كما سمّوه لا تتجاوز مهماته مسألة تشغيل التلفزيون أو الغسالة فيما المطلوب أكثر من ذلك، لماذا على الرجل الآلي أن يكون دائماً غريب المظهر؟ الأفضل أن يكون قريباً من القلب وصاحب شخصية مميزة. ولعل أجمل ما في التعامل مع الرجال الآليين عدم الشعور بالذنب. أي ألا يكون الشخص مضطراً الى ترتيب البيت أو إزالة الفوضى وهو ما يحصل غالباً من مدبرة المنزل، ومعناه ألا يكون الشخص مضطراً الى التفكير مسبقاً بتحضير الطعام لتأمين الغداء لمدبرة المنزل. ومعناه أيضاً ألا تفكر ب"بقشيش" خلال الأعياد أو حتى الإكثار من عبارات الشكر. إلا أن المشكلة مع الرجال الآليين أنهم... غير موجودين والمشكلة الأكبر، إذا وجدوا يوماً، أن تثير فيهم الحمية أو في بعض الآدميين ويهبوا للدفاع عن حقوق الرجال الآليين المظلومين المستضعفين، وتتألف جمعية جديدة تضاف الى ملايين الجمعيات المطالبة بحقوق هذا أو ذاك عندها ماذا يبقى من لذة الأحلام