بعد اربع سنوات من دراسات علماء ايطاليين واميركيين والمان ونمسويين على الرجل الجليدي الذي عُثر على جثته في شمال مدينة بولسانو الايطالية، في منتصف ايلول سبتمبر عام 1993 تبين ان الجثة المتجمدة تعود الى العصر البرونزي، وتقرر ان يقام لها متحف خاص بلغت تكاليفه اكثر من مليون دولار وذلك للحفاظ عليها بالمواصفات التي وُجدت فيها، واتاحة الفرصة للجميع لمشاهدة الرجل الجليدي الذي أثار اكتشافه بطريق الصدفة ردود أفعال متباينة في الاوساط العلمية الغربية. وأجمع العلماء الايطاليون على ان جثة الرجل الجليدي كانت لصيّاد، او لمقاتل تاه في الجبل ومات من شدّة البرد. واضاف العلماء ان هذا الاكتشاف اعطى مؤشرات مهمة لتأريخ اوروبا في تلك الحقبة الزمنية البعيدة. ووجدت مع الجثة، جعبة وأربعة عشر سهماً ملقاة بالقرب منها، كما وجد حامل للسهام من الخشب وقلادة من الحجر، اما ملابس الرجل الجليدي فكانت واقية من البرد ومصنوعة من الجلد والفرو وخيطت بخيط جلدي نحيف ومبطّنة بالقش، كما عثر على مطواة لها نصل من الحجر، وكذلك على كيس جلدي يحوي احجاراً للقدح وقوساً طويلاً، كما عُثر على فأس لها رأس من البرونز، ويبلغ طول الرجل 160 سم وهو في حال جيدة جداً. واعلنت السلطات الايطالية المسؤولة ان متحف جثة الرجل الجليدي سيفتتح خلال الاشهر القليلة المقبلة في مدينة بولسانو الشمالية.