أكد مسؤولون ليبيون عزم بلادهم على تطوير العلاقات مع تونس على رغم الاتجاه الافريقي الجديد الذي اعتمده الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، فيما تتهيأ العاصمة الليبية قريباً لاستضافة اول اجتماع وزاري عربي منذ الانعطاف الافريقي الاخير. وقال امين وزير الشؤون الاجتماعية والتكوين المهني الليبي معتوق محمد معتوق ان ليبيا تعتزم استقبال اعداد جديدة من العمال المؤهلين والكفاءات التونسية في اطار تنفيذ اتفاقات سابقة لانتداب عمال متخصصين من تونس. واختتم معتوق امس زيارة رسمية لتونس بعدما وقع مع نظيره مُنصر الرويسي محضر اتفاق لتيسير انتقال العمال بين البلدين وتحسين شروط التأمين الاجتماعي وتطوير خطط التدريب والتأهيل المهني المشتركة. وقالت مصادر مطلعة ان تونس ستكثف التعاون مع ليبيا في تأهيل عمال متخصصين في قطاع الكومبيوتر والالكترونيات وتصنيع قطع غيار السيارات تمهيداً لانتدابهم للعمل في ليبيا، فيما وضع الوزيران معتوق والرويسي برنامجاً زمنياً لاجتماعات لجان فنية مشتركة تعمل للتقريب بين أنظمة التأمين الاجتماعي وتطوير الموارد البشرية في مجالات مختلفة ستعقد في البلدين خلال الشهور المقبلة. وأتت محادثات معتوق مع وزراء ومسؤولين حكوميين في اعقاب توقعات تكهنت بتخلي ليبيا عن انتداب عمال من البلدان العربية وفتح الباب واسعاً امام العمال الافارقة. وأكد معتوق في كلمة ألقاها في ختام اجتماعات اللجنة الوزارية المشتركة للموارد البشرية ان ليبيا "مصممة على تنفيذ خطط التعاون التي توصلت اليها مع تونس وماضية في وضع اتفاقات وخطط جديدة لتيسير انتقال القوى البشرية بين البلدين تنفيذاً لتوجيهات الأخ العقيد معمر القذافي". وزراء التربية وفي خطوة ترمي الى تأكيد استمرار التزام ليبيا انتماءها للعالم العربي، تستضيف العاصمة الليبية يومي الرابع والخامس كانون الأول ديسمبر المقبل الاجتماعات السنوية لوزراء التربية العرب والدورة نصف السنوية للمجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الأليكسو الذي يضم وكلاء وزارات التربية العربية والذي يبدأ اجتماعاته غداً. وأفاد مصدر في "الأليكسو" ان الوفود المشاركة وصلت الى ليبيا امس آتية من تونس وفي مقدمها المدير العام للمنظمة محمد الميلي جزائري ونائبه عبدالعزيز السنبل سعودي تمهيداً لاجتماعات لمؤتمر وزراء التربية الذي سيكون أول اجتماع وزاري عربي تستضيفه ليبيا منذ اعلان العقيد معمر القذافي الصيف الماضي انعطاف سياسة بلده الخارجية من الخيار العروبي الى الخيار الافريقي. وكان القذافي اعلن اخيراً في مقابلة اجرتها قناة تلفزيونية معه انه ماضٍ في خياره الافريقي بسبب ما اعتبره خذلاناً من العرب لبلده في الازمة القائمة مع بلدان غربية وجهود طرابلس لرفع العقوبات الدولية عنها
