ما تزال جائزة الكتاب، التي تمنح للفائزين بها في حفلة افتتاح معرض الرياض الدولي للكتاب، تثير ردود فعل في أوساط المثقفين حول فروعها والفائزين بها. إذ إن غياب عدد من الفروع في الدورة الماضية، وبخاصة الرواية والقصة، رأى فيه بعضهم مأخذا على الجائزة، ينبغي ألا يتكرر، إضافة إلى تأخر تسلم القيمة المالية للجائزة. ودعا مثقفون، تحدثوا إلى «الحياة»، إلى معالجة هذه الأمور، لتصبح الجائزة محل تقدير وصدقية لدى غالبية المثقفين والأدباء. فهد ردة الحارثي: إعادة صياغة الجائزة كانت ومازالت تعتبر من أهم الجوائز الثقافية في بلادنا، على رغم ما كانت تصيب به الفائز بها عندما تتأخر مده تزيد على عام حتى يصل مبلغها المالي. وكانت لا تمنح الجزء الخاص بالناشر على رغم اعلانها منحه جائزة مماثلة، حفزا له على طباعه الجيد والمهم. هذا العام تقلصت فروعها وقيمتها، وغاب المبدع فيها وعنها، في إشارة واضحة إلى رحليها، وبالعودة إلى لائحة الجائزة وفروعها وما أعلن فيها، أعتقد أن وزارة الثقافة المعنية بهذه الجائزة يجب أن تكون واضحة وشفافة في هذا الموضوع وتعلن إلغاء الجائزة، لعدم قدرتها على تحمل عبء الجائزة المالي، أو أن تعيد صياغة الجائزة ولائحتها بشكل مباشر وواضح ومعلن للجميع. كاتب مسرحي. أحمد الحربي: تشجيع المبدعين في البدء نهنئ الأحباب الفائزين بجائزة الكتاب هذا العام والأعوام السابقة، وبالنظر إلى المعلن من أهداف الجائزة التي تعنى بإبراز الكتاب المميز وتشجيع المؤلفين السعوديين على التأليف الرصين والمنافسة الجادة في انتاج الأفصل في الدراسات والأبحاث، والإبداع للارتقاء بالكتاب السعودي، فهذا جيد وفق معايير لجنة التحكيم، التي لا نعرفها وليست معلنة. فالملاحظ في جائزة الكتاب عام 2018 فوز أربع دراسات في مقابل كتاب إبداعي وحيد (ديوان شعر)، وغياب بقية الفنون الإبداعية الأخرى، كالرواية والقصة والمسرح، وكأن المشهد السعودي خالٍ منها، على رغم وجود مبدعين سعوديين سبق لهم الفوز بجوائز خارجية في هذه الفنون الغائبة عن جائزة الكتاب السعودي هذا العام. أتمنى على القائمين رعاية صناعة الكتاب في وكالة الوزارة للشؤون الثقافية، وأن يكون اهتمامهم أكثر بتشجيع المبدعين في «الشعر والرواية والقصة والمسرح»، وحفزهم ودفع المكافآت للفائزين في حينه، لكي لا تضعف الجائزة وتحرم من الاهتمام بها عربيا وعالميا. شاعر. ميساء الخواجا: جائزة مستقلة للإبداع في الحقيقة أنا لا أرى مشكلة في فوز الدراسات الأكاديمية أو في هيمنتها هذا العام. ولست عضوا في لجنة التحكيم لأعرف ما طبيعة الأعمال التي تقدمت للجائزة، وربما وجد أعضاؤها أن ما قدم لا يرقى إلى المستوى المطلوب، وفي كل الحالات لا يوجد ما يمنع أن تقدم جائزة للدراسات الأكاديمية، فهي الجانب الآخر الذي يكمل الإبداع ويرفده، ولاسيما الدراسات النقدية. والدراستان الفائزتان تطرحان مواضيع مهمة وحيوية، بعضها يخص الرواية وحضورها في المشهد المحلي، وبعضها الآخر يخص حضور المدينة العربية عند الآخر الغربي. إضافة إلى أن الدراستين تخوضان في منطقة جديدة ومهمة، ومن ثم تستحقان الجائزة. الإبداع حضر على مستوى الشعر، ومن ثم لم يغب الإبداع تماما، ولا يوجد ما يحكم أن تكون الجائزة مخصصة للإبداع فقط، بل ربما زادها هذا التنويع قوة، وربما نشهد العام المقبل حضورا أقوى للإبداع. وربما أمكن للوزارة أن تخصص جائزة مستقلة للإبداع بأنواعه المختلفة وسيكون هذا مما يحسب لها، كما سيكون حافزا للمبدعين على اختلاف توجهاتهم. ناقدة. محمد عزيز العرفج: الجائزة والأكاديميون لم يدهشني وجود هذا الكم من الأكاديميين الذين فازوا بجائزة وزارة الثقافة والإعلام، لأن رئيس اللجنة أكاديمي والأعضاء أكاديميون فهم لن يعرفوا خارج دائرة زملائهم في كلياتهم، وكنت متوقعا هذا العدد الساحق قبل إعلان الجائزة، وهذا الشيء يشبه ما يحصل في إعلان جائزة كتاب العام بالنادي الأدبي في الرياض كل عام، من فوز زملاء ورؤساء أقسام وعمادة، وهذا الوضع سببه الأكاديميون الذين يعيثون في أماكن الأدباء والمثقفين، ويجلسون على كراسي لم تنصب لهم، فأماكنهم وجوائزهم بين جدران كلياتهم، وليس في جائزة وزارة تعنى بالثقافة (وزارة الثقافة)، ولا في ناد (أدبي) يعنى بالأدب! للأسف أنه لم يعد للأديب والمعني بالفنون أي مكان، طالما أن الأندية يترأسها أكاديميون، وطالما أن لجان الجائزة في الوزارة يترأسها أكاديميون، فلا محل له. روائي. طاهر الزارعي: الاهتمام بالفنون الأدبية السؤال الذي يتم طرحه الآن: لماذا لم يكن وجود للرواية والقصة والمسرح وبقية الفنون؟ إن عدم وجودها يعني أمرين: إما أن تكون تلك الفنون دون المستوى (تحمل مستوى هابطا) وإما أنه ناتج من عدم اهتمام لجنة الجائزة بها. وأنا أرجح الأمر الثاني، إذ إن المشهد الأدبي متنوع وبه كتاب كبار في تلك الفنون الأدبية والمسرحية. وإن عدم إدراج أي منها يعد إجحافا بحقها. في حين أن الروايات والمجموعات القصصية والفنون المسرحية المحلية تحصد جوائز على المستوى العربي، لكن هنا يتم استبعادها لأمور قد تخفى على المتابعين والمهتمين. الجائزة يجب أن تحمل قيما فنية تشمل جميع الفنون، ولا تقتصر على بعض الدراسات. وتأخر مكافأة الفائز في العام الماضي يكشف لنا عن نوع من التخبط في الأمور الإدارية، يجب على المسؤولين عن الجائزة التنبه جيدا إلى إيصال مستحقات الفائزين وضمان عدم التأخير. روائي.