اسدل مهرجان برلين السينمائي (برليناله) الستار على دورته الثامنة والستين بمنح جائزة الدب الذهبي إلى الفيلم الروماني «تاتش مي نات» (لا تلمسني)، وهو دراما وثائقية تجريبية تستكشف الحميمية الجنسية والمخاوف المحيطة بها في دورة اتسمت بالقوة لناحية السينمائيات المشاركات وقصص النساء. وقالت الرومانية إدينا بينتيلي (38 سنة) مخرجة «تاتش مي نات» بعد فوزها غير المتوقع عن أول عمل لها أن الفيلم يحمل «دعوة للمشاهد إلى حوار» من خلال نقله مشاهد صادمة عن العري والإعاقة. وبينتيلي هي سادس امرأة تفوز بالجائزة الرئيسية في المهرجان منذ تأسيسه قبل 68 عاماً، وبالرغم من اعترافها أن الفيلم يمكن أن يسبب شعوراً بعدم الارتياح للمشاهد إلا أنها اعتبرته استفزازاً «ضرورياً». وأضافت أن «الفيلم دعوة للتعاطف ولاحتضان الآخر ولإعادة النظر بكل ما تعرفه». ونال جائزة الدب الفضي لأفضل إخراج الأميركي ويس أندرسون عن فيلمه «آيل أوف دوغز» (جزيرة الكلاب) وهو فيلم رسوم متحركة كان منذ البداية من المرشحين الكبار للفوز من بين 19 متنافساً. وقال الممثل بيل موراي الذي يؤدي بصوته شخصية أحد الكلاب في الفيلم عند استلامه الجائزة نيابة عن المخرج مازحاً: «لم أفكر قط أن أذهب للعمل ككلب وأعود إلى البيت مع دب». وذهبت جائزة لجنة التحكيم الكبرى إلى الفيلم البولندي الاجتماعي الساخر «ماغ» للمخرجة مالغورزاتا شوموفسكا، وهي الفائزة الثانية من بين أربع نساء شاركن في المسابقة الرسمية. ويعرض الفيلم قصة رجل ينبذه مجتمعه بعد إجرائه عملية زرع وجه إثر تعرضه لحادث مروع، في حبكة تختبر التوترات حول الهوية والإقصاء في أوروبا الشرقية. وقالت شوموفسكا أن الفيلم «يعكس مشكلات ليس فقط في بلدي» لكن حول العالم أجمع، مضيفة: «أنا سعيدة لأني مخرجة امرأة». وفازت آنا برون من باراغواي بجائزة الدب الفضي لأفضل ممثلة عن دورها في «ذي إيريسيس» (الوريثات) الذي أدت فيه دور مثلية في منتصف العمر تذهب شريكتها إلى السجن بسب ديونهما المتراكمة. وقالت: «أود أن أهدي هذه الجائزة إلى نساء بلدي اللواتي اعتبرهن من المكافحات». وفاز الفرنسي أنطوني باجون بجائزة أفضل ممثل لتجسيده المؤثر لشخصية شاب يحاول التغلب على إدمانه المخدرات في فيلم سيدريك كان «لا بريير» (الصلاة). وقال الممثل البالغ 23 سنة: «لقد صليت كثيراً للحصول على هذا الدب وهذا أمر لا يصدق أنه حلم تحقق بالنسبة لي». أما الفيلم المكسيكي «ميوزييم» (متحف) عن قصة حقيقية حول سرقة جريئة لمتحف في مكسيكو قام بها تلميذان العام 1985، فنال جائزة أفضل سيناريو. ونال الفيلم النمسوي «ذي فالدهايم والتس» من إخراج روث بيكرمان حول الفضيحة التي أحاطت بالماضي النازي للأمين العام السابق للأمم المتحدة كورت فادلهايم، جائزة أفضل وثائقي. وعلى رغم الاستحسان الكبير الذي ناله في صفوف النقاد، خرج فيلم «يو-جولاي 22» حول المجزرة التي راح ضحيتها 69 شخصاً غالبيتهم من المراهقين على جزيرة أوتويا النروجية عندما أطلق اليميني المتطرف أنديرس بيرينغ بريفيك النار عليهم في 2011، من المسابقة خالي الوفاض. وألقت حركة #مي_توو، أو «أنا أيضاً» هذا العام بظلالها على مهرجان برلين من خلال العديد من الأفلام التي تناولت مواضيع متعلقة بالمرأة إضافة إلى مبادرات أطلقت لمحاربة الاستغلال الجنسي والتمييز، لتثبت النساء أنهن الفائزات الأكبر في بريناله 2018.