يُغازل البرنامج البريطاني الأصل «مكان في الشمس» لهفة معظم البريطانيين والغربيين عموماً بالهروب من الجو البارد الممطر في بلدانهم والتوجه إلى أماكن لا تغرب شمسها، في جنوب القارة الأوروبية، وأحياناً السفر إلى بلدان بعيدة خارج القارة الأوروبية، وحتى الوصول إلى الوجهات التي يجب أن تتوفر على الجو المناسب في المقام الأول. يبحث البرنامج في كل حلقة منه على بيت عطلة للزَّوْج الذي يشترك فيه في دول مناخها معتدل. ينتقي البرنامج في كل حلقة منه ثلاثة بيوت محتملة للمشتركين، ولهم الحرية في اختيار ما يرونه مناسباً، او التريث والبحث مجدداً في وقت لاحق عن بيت الأحلام الذي سيقضون فيه أوقاتاً طويلة من السنة، وأحياناً ينتقلون ليعيشوا فيه في شكل دائم، بعد اتخاذ قرار الهجرة من بلدانهم الباردة، والعيش طوال السنة تحت الشمس. من بيت إلى آخر ينتقل البرنامج في كل حلقة منه، مركزاً على ردود فعل المشتركين وملاحظاتهم، والأسباب التي تجعلهم ينجذبون الى بيت دون الآخر. يبدو واضحاً أن الأمنية المشتركة لمعظم الباحثين عن بيوت عطلات، هو توافر حديقة او شرفة يمكن عن طريقها الاستمتاع بالشمس التي سيصرفون من أجلها أموالاً كثيرة، وسيقطعون للوصول إليها مئات الأميال. يبحث كثير من المشتركين عن بيوت فيها غرفة أو غرفتين للضيوف، ذلك أن معظمهم يأمل بأن يستقبل أصدقاء واقارب من الوطن الأُمّ في منازل العطلات هذه. في الطريق إلى العثور على بيت الأحلام، يسعى البرنامج أن يقدم لمحة عن تاريخ وتركيبة الأماكن التي يبحث فيها عن منازل للمشتركين فيه، بخاصة أنه يبحث غالباً في أماكن وجزر صغيرة غير معروفة لكثيرين. تختلف هذه البلدان باختلاف مواسم البرنامج، إذ تنقل هذا الأخير من دول جنوب أوروبا المعروفة بمناخها الجميل، إلى ولايات في الولاياتالمتحدة، وأستراليا وجنوب أفريقيا، بحثاً عن الشمس العزيزة البعيدة. ينتمي معظم المشتركين في البرنامج إلى فئات عمرية تعدت الأربعينات من العمر، من الذين عملوا بجد حياتهم كلها، وجمعوا بعض المال ليستثمروه في شراء بيوت في بلدان مناخها معتدل. يفتح البرنامج حوارات مع المشتركين فيه، ويُعرف بحياتهم، وكيف وصلوا الى قرار الهجرة او شراء بيت في بلد بعيد. ويسألهم عن العلاقات الخاصة مع البلدان الجديدة التي سيقضون أوقاتاً طويلة فيها، وإذا كانوا يرتبطون معها بذكريات بعيدة. بدأ عرض البرنامج عام 2000 على القناة الرابعة البريطانية (Channel 4)، وأنتجت منه نسخاً أوروبية منها في ألمانيا وهولندا. تحول البرنامج الى ظاهرة إعلامية واقتصادية، حيث صدرت بالاسم ذاته مجلة ورقية تختص بالعطلات والبحث عن منازل حول العالم، كما ينظم البرنامج لقاءات سنوية تجمع الباحثين عن بيوت في دول طيبة المناخ. أطلق الشركة المنتجة للبرنامج موقعاً الكترونياً يحظى اليوم بشعبية كبيرة. علاوة إلى البرنامج الأصلي، أنتجت الشركة المنتجة برنامجين تلفزيونيين إضافيين بالاتجاه ذاته، هما: «شمس الشتاء» و «شمس الصيف».