ربما يظن البعض أن الجمهور السعودي بلغ أشد حالات التعصب، وقد يردد كثيرون أن ذلك يتطلب التدخل والعلاج، ولكن ثمة وقائع تجعل المشهد الرياضي غير مُرْضٍ لعشاق الكرة المحلية أو من يدورون في فلكها من مختلف أطياف المجتمع. وعلى رغم ذلك، فإن الملاعب السعودية لم تشهد أي حالات فوضى شبيهة بما شهدته ملاعب عربية أو حتى أوروبية، إذ تحولت بعض الميادين إلى أنهار من الدماء، ففي الوقت الذي شهدت فيه مصر حادثة بورسعيد، وتخلدت ذكرى «كارثة هيسل» في أوروبا الأكثر عراقة في كرة القدم، خلت الملاعب السعودية تماماً من أي حالات شبيهة، وربما كانت هذه الحالات التي يشاهدها الأكاديميون أو أطياف المجتمع من خارج الإطار الكروي هي المدعاة لقلقهم من أن تتطور حالات التعصب، إلا أن أعلى مراحل الشغب في السعودية تمثلت في «هتافات عنصرية» في مباريات عدة، ورمي القوارير في مباريات أخرى. أما الاشتباك، فإن حدث فإنه لا يخرج عن ساحات «مواقع التواصل الاجتماعي» فقط، وفي هذا يتحدث الباحث في العلوم السلوكية والاجتماعية محمد الحاجي، ويقرأ سلوك الجماهير محلياً، مشدداً على أن الجماهير السعودية، على رغم ما يقال عنها في التعصب، فإنها أكثر هدوءاً ووعياً مما يحدث في إنكلترا والأرجنتين وغيرهما.