نشب خلاف علني نادر بين أسقف كنيسة المنيا (جنوب العاصمة) الأنبا مكاريوس، ومحافظ المنيا عصام البديوي، صاحب أعلى سلطة محلية في المحافظة، حول اتهام الكنيسة للسلطات بالتقاعس عن حماية كنائس من اعتداءات متطرفين، ما نفاه البديوي في بيان، منتقداً طرح تلك التهم علناً ما يوحي بأن «الدولة تعمل ضد الكنيسة». ودأب أسقف كنيسة المنيا على إصدار بيانات رسمية تحمل انتقادات لاذعة لأجهزة الدولة، عكس التوجه السائد داخل الكنيسة المصرية لحل الأزمات ذات الطابع الديني مع الأجهزة المعنية سراً. وعادة ما تجنبت الأجهزة الرسمية الرد على أسقف المنيا، غير أن أعلى سلطة محلية في المنيا ردت هذه المرة لقسوة الاتهامات التي حملها بيان أسقف المحافظة. وكان الأنبا مكاريوس وجه اتهامات شديدة اللهجة إلى مسؤولي المحافظة بالصمت إزاء غلق 3 كنائس في قرى المحافظة عقب اعتداءات تعرضت لها من متطرفين دينياً، من دون أن تتخذ السلطات الإجراءات اللازمة لملاحقتهم. وقال الأسقف في بيانه: «إضافة إلى ذلك بادر المسؤولون إلى إغلاق كنيسة «أبو سيفين» في قرية الكرم تخوفاً من هجوم محتمل، إذ تقع الكنيسة في المنطقة ذاتها التي شهدت واقعة تعرية سيدة مسيحية مسنة العام الماضي من دون أن تتخذ أي إجراءات لمحاكمة الجناة». وتسجل محافظة المنيا نسبة مرتفعة من الحوادث ذات البعد الطائفي، وعادة ما تنشب الأزمات بسبب تحويل مسيحيين منازلهم إلى كنائس من دون تراخيص ما يثير حفيظة المسلمين فيها، أو لأسباب اجتماعية سرعان ما تتحول إلى أحداث طائفية تتعرض فيها مساجد وكنائس لاعتداءات.