أظهرت دراسة أن مراقبة العلماء المباشرة لقردة الشمبانزي في أوغندا ربما دفعتها إلى تغيير استراتيجيات صيدها. وخلال الدراسة التي نشرتها دورية «بلاس وان»، وثّق الباحثون عادات صيد شديدة الاختلاف بين اثنتين من فصائل الشمبانزي المتجاورة. ويمارس أفراد فصيلة «سونسو» الصيد في مجموعات صغيرة للبحث عن قردة الكولوبوس البيضاء، بينما يمارس أفراد فصيلة «فيبيرا» الصيد أفراداً و «تأخذ القرود كل ما يمكن أن تقع أيديها عليه». وأظهرت الدراسة مدى حساسية مجتمع الشمبانزي لوجود الإنسان في الجوار. ويعتقد العلماء الذين درسوا تلك الحيوانات لسنوات، أن مراقبتها ربما أحدثت بعض الخلل في عمليات الصيد الجماعي التي تبدو عنصراً رئيسياً في مطاردة قردة الكولوبوس. وتقول كاثرين هبيتر من جامعة سانت أندروز البريطانية إن سلوك فصيلة «فيبيرا» ربما تغير إلى استراتيجية أكثر «انتهازية» لأنها كانت الأقل دراسة في وجود الإنسان. وفي حديثها إلى «بي بي سي» من غابة بودونغو في أوغندا حيث تدرس الفصيلتين، قالت هبيتر إن فصيلتي «سونسو» و «فيبيرا» تتشاركان الحدود الإقليمية، لذلك تتوقع أن يكون مصدر غذائهما واحداً. وأضافت: «الفارق الرئيسي بينهما الآن هو طريقة الاستجابة لمراقبة البشر». وأوضحت انه «بالنسبة إلى السونسو، ولد الجيل الحالي من الحيوانات البالغة في وجودنا هناك، وبالتالي هي تشعر براحة لا يمكن وصفها في وجودنا. لكن بالنسبة إلى فيبيرا، بدأت الصغار تكبر وتشعر بمزيد من الراحة معنا، إلا أن بعض أفراد الفصيلة البالغة يفترض أن أعمارها كانت تتراوح بين 30 و 40 سنة عندما بدأنا، فخمس سنوات من مراقبتنا هي جزء فقط من حياتها». وفي مواقع أخرى بدأ فيها الباحثون عمليات مراقبة فصائل الشمبانزي البرية عن كثب، أشارت هبيتر إلى ظهور «نمط» مماثل من السلوك، وقالت: «كانت حيوانات الشمبانزي تصطاد أنواعاً كثيرة، بعد ذلك يبدو أنها غيّرت وتحولت إلى اصطياد قردة الكولوبوس». وتشير الدراسة إلى أن السبب الرئيسي وراء ذلك قد يكون النزعة الطبيعية لفصائل الشمبانزي في أن تكون حذرة من الدخلاء والوافدين الجدد.