هل تعيد غلي الماء المتبقي في الغلاية أكثر من مرة؟ إذا كنت تفعل ذلك فحبذا لو عدلت فوراً عن هذا التصرف، أو هذا على الأقل ما نصح به وليام غورمان رئيس رابطة الشاي والمشروبات البريطانية عبر صحيفة «تلغراف»، لأن إعادة الغلي تخفض نسبة الأوكسيجين والنيتروجين في الماء، وهذا أمر خطير وضار بصحة الإنسان. يقول غورمان: «عادة ما يضطر الجميع لإعادة غلي الماء المتبقي في الغلايات أكثر من مرة بعد أن يبرد، ويحتاجون لإعداد كوب آخر، إلا أنه سلوك خطير صحياً ويجب تفاديه بتجديد الماء كل مرة». لا شك في أن الخبراء ينصحون بضرورة غلي الماء من أجل تعقيمه وتفادي الأمراض التي يمكن أن ينقلها، لكن ما الذي يحصل فعلاً عند غلي الماء ذاته أكثر من مرة؟ إن إعادة غلي الماء مراراً وتكراراً لا تساهم فقط في طرد الغازات، خصوصاً الأوكسيجين والنيتروجين، بل تزيد الوضع سوءاً بسبب تراكم المركبات الخطيرة بدلاً من التخلص منها، فغلي الماء يجعل بعض المركبات تتآزر لتشكل كتلة واحدة، ما يزيد خطرها على الصحة. وتشمل هذه المركبات الزرنيخ، والنيترات، والفلورايد، ومعادن أخرى. وتعتبر مادة الزرنيخ الآتية مع الماء من أكبر التهديدات لصحة البشر، وفق منظمة الصحة العالمية، إذ يؤدي تراكمها في الجسم على مر السنين إلى مشاكل صحية خطيرة، مثل السرطان والأمراض القلبية الوعائية والمشاكل العصبية والعقم. أما مادة النيترات فحدث ولا حرج، فعند تعرضها لدرجات حرارة عالية، كما هي الحال في الغلي أو في إعادة الغلي، فإنها تصبح شديدة السمّية لأنها تتحول إلى مادة النيتروسامين المثيرة للسرطانات. أما في شأن مادة الفلورايد فإن بيانات صادرة عن جامعة هارفرد أفادت بأنها تؤثر سلباً في الجملة العصبية.