يأمل برنامج المسابقات الأميركي الجديد «الجدار» الذي يُعرض الآن على قناة «أن بي سي» الأميركية، أن يعيد الألق إلى برامج المسابقات التلفزيونية، وهي الفئة التي لم يبرز منها منذ سنوات برنامج يقترب بنجاحه الدولي من «مَن سيربح المليون»، الذي كان ظاهرة تلفزيونية قبل عقد ونصف، مُحققاً بنسخه العديدة آنذاك النجاحات الكبيرة حول العالم. ذلك أن قناة «أن بي سي» لم تبخل إنتاجياً على البرنامج الجديد، سواء في شكله وتقنياته الجديدة المبهرة، أو الجوائز التي خصصتها للفائزين، والذين تنتظرهم مبالغ تصل إلى 12 مليون دولار، فيما يُمكن أن تكون الأعلى في تاريخ التلفزيون الغربي. ويبدو أن نجاح البرنامج في الولاياتالمتحدة (أكثر من ستة ملايين معدل مشاهدة للحلقة الواحدة)، وتركيبة البرنامج المثيرة، شجعا قنوات أوروبية للتخطيط لإنتاج نسخها الخاصة من البرنامج - وفق ما تنقل مصادر مقربة من شركة الإنتاج - حيث تقترب النسخة الفرنسية أن تكون جاهزة للعرض في الأيام القليلة المقبلة، والتي ظفرت بها قناة «تي أف 1» الفرنسية، وانتجتها شركة «إينديمول» الهولندية الدولية، فيما كانت شركة «غلاسمان ميديا» وراء إنتاج البرنامج الأميركي، الذي تعود حقوقه إلى شركة «Universal Television Alternative Studio» الأميركية. للفوز بمبالغ كبيرة في برنامج «الجدار»، يجب أن يتوافر لدى المشتركين الكثير من الحظ وبعض المعلومات العامة، وإذا صادف أن اجتمعا معاً، فهذا يعني أن الفائزين سيعودون إلى بيوتهم أحياناً بثروات لم يحلموا بها في حياتهم، كما حصل في الحلقة الأولى من البرنامج، والتي فاز بها الزوجان الأميركيان بمبلغ 1.300 مليون دولار، واللذان كشفا بأنهما مرَّا قبل سنوات بظروف مالية صعبة جداً. يشارك في كل حلقة من البرنامج زوجان سيلعبان معاً في مرحلة البرنامج الأولى، وبعد ذلك سيفصل البرنامج الزوجين، ويعزل الزوج أو الزوجة في غرفة لا يسمع أو يرى منها شريكه/ شريكته، فيما يتوجب على الأخير أن يواصل اللعب وتخمن إذا كان الشريك سيجيب بنجاح على أسئلة البرامج العامة. أما اللعبة فهي ليست مُعقدة كثيراً، إذ يقوم المتسابقان بترك كرات تنزل على جدار وتسقط بالنهاية في خانات تختلف في المبالغ التي يمكن الفوز بها، لكنّ هذه الكرات لن تسقط في شكل عمودي إذ ستصدم بنتوءات خاصة، وهذا من شأنه أن يغير اتجاهاتها، فقد تنتهي في خانات المبالغ الكبيرة، والتي يصل أكبرها إلى مليون دولار، أو قد تنتهي في خانات الدولار الواحد، والتي تفصل بين الخانات الأخرى. إلى جانب فرص الفوز، هناك عقوبات للذي يفشل في الإجابة على أسئلة البرنامج، إذ ستكون من حصته كرات حمراء، والتي ستُقذف بالطريقة ذاتها، وستُستقطع المبالغ التي تحصدها تلك الكرات من المبلغ الإجمالي. كما سيواجه المتسابقان التحدي الأصعب في البرنامج، فالمتسابق الذي يعزل في الغرفة عليه أن يقرر وحده إذا كان سيأخذ المبلغ الذي حصده الزوجان في المرحلة الأولى، أو أن يغامر وينتظر ماذا فعل شريكه، وهذا من شأنه أن يضيف كثيراً من الإثارة، فزوجا الحلقة الأولى جنيا 60 ألف دولار في مرحلة البرنامج الأولى، وكان يمكن أن يكون هذا المبلغ هو جائزتهما النهائية، لولا أن الزوج قرر المغامرة. وإذا كانت البرامج الأميركية التي تمنح جوائز للمشتركين تتفوق دائماً في قيمة جوائزها على نظيراتها الأوروبية، فإن برنامج «الجدار» يرفع مجدداً سقف التوقعات من برامج المسابقات الأميركية، ويثير أسئلة عن موازنات القنوات التلفزيونية الأميركية. فإذا كانت حلقة واحدة من برنامج مسابقات يُمكن أن تكبد القناة المنتجة تكاليف تصل إلى الملايين، فكم تبلغ المبالغ الإجمالية التي تصرفها القناة نفسها على كل برامجها، وهذا يقود إلى سؤال في الاتجاه ذاته، عن أرباح هذه القنوات؟