قال وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسلبورن اليوم (الاثنين) إن تعامل الحكومة التركية مع الموظفين الحكوميين المفصولين تذكره بالأساليب التي استخدمها النازيون، مشيراً إلى أن الاتحاد الأوروبي سيضطر الى الرد على ذلك بفرض عقوبات إن عاجلاً أم أجلاً. ومنذ محاولة الإنقلاب العسكري في تموز (يوليو) تم اعتقال أو عزل أو إيقاف أكثر من 110 آلاف من الموظفين الحكوميين عن العمل في تركيا من بينهم جنود وقضاة ومعلمون وصحافيون، فيما قال منتقدو الرئيس رجب طيب أردوغان إنها حملة لقمع أشكال المعارضة كافة. ونُشرت أسماء الذين عزلوا من وظائفهم في الجريدة الرسمية، ما قد يعني صعوبة عثورهم على عمل في أي مكان آخر. وإلى جانب ذلك تم إلغاء جوازات سفرهم. وقال اسلبورن إن هناك أشخاصاً جردوا من شهاداتهم الجامعية وإن كثيرين لم يعد لهم مصدر للدخل. واشتكى بعض المعلمين المفصولين الذين كانوا العائل الوحيد لأسرهم من عجزهم عن إطعام أسرهم. وتابع: «أقول بوضوح إن هذه أساليب استخدمت خلال الحقبة النازية وهذا تطور سيء جداً... لا يمكن للاتحاد الأوروربي قبوله ببساطة». واقترح وزير الخارجية فرض عقوبات اقتصادية مشيراً إلى أن 50 في المئة من الصادرات التركية تذهب إلى الاتحاد الأوروبي و60 في المئة من الاستثمارات في تركيا تأتي من الاتحاد. وقال: «في وقت ما لن يكون لدينا أي خيار سوى تطبيقها (العقوبات) للتصدي للوضع غير المحتمل لحقوق الإنسان». وقال أردوغان وحكومته مراراً إن تحديد كيفية التعامل مع محاولة الإنقلاب هو قرار تركيا. وتتهم أنقرة الداعية فتح الله غولن المقيم في الولاياتالمتحدة بالتخطيط للمحاولة عبر شبكة مؤيدين. وندد كولن بمحاولة الانقلاب. وقال وزير شؤون الاتحاد الأوروبي التركي عمر جليك، إن اسلبورن غير مطلع على التاريخ وإن أفعال أنقرة ينبغي أن تقارن بجهود «حماية الديموقراطية أثناء الحرب ضد النازيين». وأضاف: «النازيون يبدون مثل الهواة مقارنة بمنظمة غولن الإرهابية. نتحدث عن منظمة تقتل شعبها باستخدام الطائرات والدبابات والسفن الحربية وطائرات الهليكوبتر. يجب ألا يظن أحد أننا سنتراجع في حربنا ضدهم». وقال أردوغان أمس إنه لا يعبأ إذا وصفته أوروبا بالديكتاتور واتهم الدول الأوروبية بتشجيع الإرهاب من طريق دعم المسلحين الأكراد. وهددت تركيا بإلغاء اتفاق مع الاتحاد الأوروبي يهدف لمنع وصول اللاجئين الفارين من الشرق الأوسط إلى أوروبا مقابل تسريع محادثات انضمام تركيا لعضوية الاتحاد وإعفاء الأتراك من تأشيرات دخول دوله. ومن المقرر أن يستقبل وزير الدفاع النمسوي هانز بيتر دوسكوزيل نظراءه من دول وسط أوروبا اليوم وغداً لمناقشة أزمة الهجرة في الاتحاد الأوروبي في ضوء الوضع في تركيا.