تشهد مدينة الرياض خلال إجازة عيد الفطر ارتفاعاً كبيراً في أسعار تأجير الاستراحات، إذ تتضاعف الأسعار مقارنة بالأيام العادية، نظراً إلى الحركة النشطة التي تشهدها العاصمة بسبب اقتراب عيد الفطر، إذ تفضل الكثير من العائلات استئجار الاستراحات والشاليهات وقضاء أيام فيها بعيداً عن أجواء المنزل. وكشفت جولة قامت بها «الحياة» في استراحات وشاليهات شرق وشمال الرياض، أن نسبة كبيرة من ملاك هذه الاستراحات والشاليهات يحاولون استغلال العيد لكسب أكبر قدر ممكن من الأرباح وتعويض أيام الركود التي مرُّوا بها أخيراً، مستفيدين من العروض والطلبات التي تطلبها العائلات خلال إجازة العيد، والتي تميل إلى مصلحتهم، خصوصاً في عيدي الفطر والأضحى. وقال عدد من حراس الاستراحات ل«الحياة»: «إن أسعار التأجير تضاعفت»، موضحين أن الأسعار تتراوح خلال أيام السنة ما بين 400 و800 ريال في اليوم، بينما ترتفع في العيد إلى 2500 ريال للقسم الواحد، و3500 - 4000 ريال للقسمين كاملين، خصوصاً في الأيام الثلاثة الأولى من العيد. وأضاف الحراس أن هذه الأسعار فاجأت كثيراً من الراغبين في التأجير، لأنها تشكل ضغطاً مالياً عليهم، خصوصاً بعد الموازنة المالية التي خصصت لشهر رمضان ومستلزمات العيد الأساسية الأخرى، إلا أنهم يحاولون توفيق أوضاعهم حتى يقضوا أيام العيد بكل سعادة ومرح، مبينين أن بعض الأسر تلجأ إلى التأجير الجماعي وتقاسم أجرة الاستراحات كأحد الحلول التي تخفف عنهم الكثير من الأعباء المالية. وقال إسماعيل (أحد حراس الاستراحات من الجنسية السودانية شرق الرياض): «إنه على رغم أسعار التأجير المرتفعة، إلا أن هناك إقبالاً كبيراً عليها، ما يدفع البعض إلى عمل حجوزاتهم مبكراً أحياناً قبل شهر أو شهرين من العيد حتى لا يدخل في متاهة البحث عن استراحة في الوقت الضائع». من جهة أخرى، اعتبر عدد من المواطنين أن ارتفاع الأسعار في المواسم شيء طبيعي، إلا أن أصحاب الاستراحات يبالغون كثيراً في تسعيرتهم. ويقول أبو سراب: «لم أصدق أن تصل الأسعار إلى هذا الحد، فمثلاً في بعض المناسبات الخاصة في الأيام العادية أستأجر استراحة بكامل المواصفات التي أريدها بسعر لا يتجاوز ألف ريال في اليوم، والآن عندما بحثت عن استراحة لي ولأفراد أسرتي وجدت أن أسعارها تصل إلى ثلاثة آلاف ريال في اليوم الواحد». وطالب أبو سراب بأن تكون هناك رقابة على هذا القطاع المهم، وعدم ترك الأمور لمزاج أصحاب الاستراحات يحددون الأسعار على مزاجهم بحسب قوله، مشيراً إلى أن الاستراحات تمثل متنفساً للعائلات في الأعياد والمناسبات، للخروج من روتين المنازل. لكن للأسف فإن بعض أصحاب الاستراحات يستغلون الوضع بشكل لا يتناسب مع موازنة كثير من الأسر.