ينظم مهرجان «أنغوليم» الفرنسي لكتب الرسومات (في منطقة شارانت)، سنوياً في كانون الثاني (يناير)، إلا أن دورة العام 2016 المفروض إقامتها الأسبوع المقبل، قد بدأت قبل انعقاد المناسبة بأسابيع، حين أعلنت إدارتها قائمة الأسماء المرشحة من أجل تشكيل لجنة تحكيم عليها أن تختار الأعمال الصالحة للدخول إلى مسابقة المهرجان الرسمية. وضمت القائمة أكثر من أربعين اسماً لمشاهير الكتب المرسومة، ولكن من دون ظهور أي اسم نسائي فيها، الأمر الذي أثار ضجة كبيرة في أوساط حركات ولجان الدفاع عن حقوق المرأة في شكل عام، وفي إطار مهنة الرسم المخصص للكتب. وتشكلت لجنة نسائية نشرت في صحف فرنسية قائمة طويلة بأسماء الرسّامات العالميات المرموقات وعلى رأسهن الفرنسية الإيرانية الجذور مرجان ساترابي. ورد رئيس المهرجان إيتيان مولرون على المبادرة إياها بأن المرأة لا تزال مبتدئة في ميدان كتب الرسوم، ولذا كان من الأفضل التركيز على الرجال في هذه المرة، إلى حين إثبات المرأة فعاليتها في هذه المهنة. ازدادت حدة الضجة وبالتالي تراجع رئيس المناسبة معلناً عن استعداده لإدخال بعض الأسماء النسائية إلى القائمة وأولهن مرجان ساترابي. لكن ساترابي وغيرها من الرسامات رفضن المبدأ في حدّ ذاته، وأكدن أنهن لسن عبارة عن بضاعة أو سدّ خانة، بل فنانات لا بد من احترامهن حالهن حال زملائهن من الرجال... وأمام ذلك كله، قرر الرئيس إلغاء مبدأ اللجنة كلياً فاتحاً باب التقدم إلى المسابقة لكل من أراد من دون قيد أو شرط، باستثناء احتراف الرسم في ميدان الكتب بطبيعة الحال. ويتردد في الأوساط المعنية أن رئاسة المهرجان قد تتغير في العام المقبل إلا أن الرئيس الحالي لم يعبر حتى الآن عن أي رغبة في تقديم استقالته من منصبه.