أصدرت محكمة إسرائيلية أمس حكماً بسجن شاب من مدينة الطيرة داخل إسرائيل 68 شهراً بتهمتي «التخابر مع العدو ونقل معلومات إلى العدو» عن رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال غابي أشكنازي عندما تدرب معه في صالة للياقة البدنية، لكنها أسقطت تهمة «التخطيط لارتكاب جريمة» باغتيال أشكنازي لمصلحة «حزب الله» اللبناني، في إطار «صفقة إدعاء» بين النيابة العامة وهيئة الدفاع. وكانت الشرطة الإسرائيلية اعتقلت راوي فؤاد سلطاني (23 عاماً) منتصف العام الماضي واتهمته بمحاولة اغتيال اشكنازي. وكتب القضاة في قرارهم إن لائحة الاتهام «تكشف قضية خطيرة بالتخابر مع عملاء حزب الله ونقل معلومات ممنوعة إلى العدو... وبلغت الأمور ذروتها عندما رد المتهم بالتفصيل الدقيق على أسئلة محددة تتعلق بقائد الجيش وموقع معهد اللياقة البدنية الذي تدرب فيه وطرق الوصول إليه وترتيبات الحراسة المتبعة وأين يقف حراسه». واعتبر القضاة التهم «خطيرة للغاية، وأعماله صعبة وخطيرة». وأشاروا إلى أنهم قبلوا بالاتفاق بين النيابة وهيئة الدفاع «نظراً إلى أن الحديث هو عن شاب رأيه ليس متبلوراً ووقع ضحية في أيدي عناصر العدو الأذكياء». وعقب والد الشاب أحد محامي الدفاع عنه فؤاد سلطاني على قرار المحكمة بالقول إن «الأجهزة الأمنية ضخمت القضية ووجهت تهماً مبالغاً فيها إلى راوي، ولو كان الملف بتلك الخطورة التي ادعتها في البداية لكان قرار المحكمة أشد قسوة». وأضاف أن «الملف من أساسه هو ملاحقة سياسية بسبب النشاط السياسي لراوي، وبقرار المحكمة اليوم فإن ابني يدفع ثمناً على تهم تم تضخيمها من قبل أجهزة الأمن وفي وسائل الإعلام الإسرائيلية». وقال في بيان: «لو كان المتهم يهودياً لما وصل الملف إلى المحكمة ولاكتفت الأجهزة الأمنية بالتحذير والإنذار، وحصل مثل هذا الأمر في الماضي غير البعيد... لكن السلطات الإسرائيلية تسعى إلى صبغ لقاءات التواصل مع العالم العربي بطابع أمني بهدف ردع الناشطين السياسيين عن محاولة كسر الحصار الذي فرضته إسرائيل علينا منذ قيامها، لكننا نؤكد أننا جزء من الشعب الفلسطيني والأمة العربية، ولنا كل الحق في التواصل الطبيعي مع أبناء أمتنا في كل مكان».