أسف الرئيس اللبناني ميشال سليمان لعدم إقرار التعديل الدستوري لخفض سن الاقتراع في المجلس النيابي، وأمل بأن يعاد طرحه «في أسرع وقت ممكن وفقاً للأصول الدستورية»، فيما استمرت تداعيات سقوط المشروع أول من امس في البرلمان نتيجة ربط الكتل المسيحية المعارضة والموالية على السواء إقراره بنفاذ آلية انتخاب المغتربين وإقرار قانون استعادة الجنسية وتضامن عدد من الكتل النيابية الإسلامية مع مطالبتها بهذا الربط للحؤول دون انقسام طائفي على الخطوة. وبرر عدد من النواب الذين امتنعوا عن التصويت على المشروع موقفهم بأن التوقيت خاطئ وأنهم مع تمكين الشباب اللبناني من المشاركة في الحياة السياسية كما جاء في بيان لكتلة «المستقبل» النيابية امس. لكن سليمان أكد ان إعطاء المغتربين حق الانتخاب واستعادة الجنسية «ليس من أجل التوازن الطائفي بل لإشراك أبناء الاغتراب». ويتوجه سليمان اليوم الى موسكو في زيارة رسمية على رأس وفد وزاري لإجراء محادثات حول التعاون العسكري والاقتصادي مع نظيره ديمتري ميدفيديف ورئيس الحكومة الروسية فلاديمير بوتين، يتخللها توقيع اتفاقات، فيما ينتظر ان يعقد مجلس الوزراء جلسة عادية اليوم برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري في ظل معلومات عن ان تذليل العقبات من امام تعيين اعضاء لجنة الرقابة على المصارف لم يكتمل بعد. وبعد امتناع كتل عديدة عن التصويت على التعديل الدستوري لخفض سن الاقتراع على رغم موافقة هذه الكتل نفسها، تترقب الأوساط السياسية ما سيؤول إليه موعد إجراء الانتخابات البلدية التي يعلن الفرقاء رغبتهم في إجرائها في موعدها على رغم الهمس المتواصل برغبة بعضهم ومنهم «التيار الوطني الحر» بزعامة العماد ميشال عون و «حزب الله» في تأجيلها «خوفاً على الأجواء الوفاقية من التصدع»، في ظل استمرار السجال حول الإصلاحات المطلوب إدخالها على قانون الانتخابات البلدية والتي سيبحثها مجلس الوزراء في جلسة استثنائية السبت المقبل. وتحضيراً للجلسة واصل وزير الداخلية زياد بارود وضع مشروع آلية لتطبيق النسبية في الانتخابات البلدية بعد ان أقر مجلس الوزراء في المبدأ اعتمادها، لعرضها يوم السبت. واجتمع لهذا الغرض الى عون، وأعلن بعدها ان الانتخابات ستجرى في موعدها. في هذا الوقت، علمت «الحياة» ان رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط أعرب عن عدم اطمئنانه لإجراء الانتخابات البلدية في موعدها «نظراً الى ان أطرافاً سياسية كثيرة لا تريدها»، وذلك اثناء لقائه «جمعية ديموقراطية الانتخابات». من جهة ثانية، قالت مصادر مواكبة للاتصالات الجارية من اجل زيارة جنبلاط سورية إن الزيارة متأخرة وإن القيادة السورية لن توجه الدعوة الى جنبلاط في المرحلة القريبة المقبلة. وذكرت المصادر ان الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله أبلغ جنبلاط خلال لقائه به ليل 14 شباط (فبراير) الماضي ان ما قاله عن «محو الإساءة» للشعب السوري وعن تصريحاته إبان تصاعد الخلاف مع دمشق، «ليس كافياً»، وأن الجانب السوري ينتظر منه توضيحات اضافية حول مواقف أدلى بها في السنوات الماضية. وأمس قال جنبلاط لصحيفة «الأخبار» انه سيكون له كلام في 16 آذار (مارس) المقبل لمناسبة ذكرى اغتيال والده «أختم به جرحاً كبيراً وسيكون آخر الكلام ولن يكون بعده كلام».