كشف استشاري أمراض الروماتيزم وهشاشة العظام الدكتور ضياء حسين ، أن الصيام يعد أحد أهم سبل تنشيط مناعة الجسم ، وبالتالي أهم وسائل مكافحة الأمراض المختلفة وخاصة الأمراض ذات الطابع المناعي ، فجهاز المناعة في الإنسان عند الصوم يتم تحفيزه لإنتاج خلايا جديدة بدلًا من تلك الخلايا المصابة بالشيخوخة ، حيث يحصل ذلك نتيجة لدخول الجسم في حالة الجوع الشديد، وعندها يلجأ لتوفير الطاقة بعدة وسائل ومنها التخلص من الخلايا الميتة أو التالفة والتي لا يحتاجها الجسم. وبيّن "حسين" أن للصوم انعكاسات إيجابية على جميع المرضى، إذ يؤدي إلى زيادة تركيز مادة الأندورفين في الدم والتي تعرف بدورها الفعال في تخفيف الألم، مما يؤدي إلى انخفاض ألم المفاصل، كما أن الصوم يؤدي إلى تحسن في التيبس الصباحي والألم والانتفاخ المفصلي وانخفاض سرعة الترسيب في الدم "التي تكون مرتفعة في التهاب المفاصل". ولفت إلى أن بحثاً جديداً عن الصيام تم نشره في الأول من مارس 2024 في مجلة نيتشر ميتابوليزم أكتشف فيه الباحثين أن الجسم يمر بتغيرات إيجابية كبيرة مع الصيام ، إذ شمل البحث 12 متطوعًا ، طلب منهم الامتناع عن تناول أي شيء عدا الماء أسبوعًا كاملًا، من أجل الكشف — لأول مرة — عن تأثير الصيام في الجسم على المستوى الجزيئي ، ووجد الباحثون أن الصيام أدى إلى خفض مستوى البروتين SWAP70، المرتبط بالإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي؛ وهذا يفسّر التأثير الإيجابي للصيام في تخفيف آلام المفاصل ، وبذلك يمكن لهذه النتائج أن تسهم في تفسير الفوائد الصحية المرتبطة بالصيام. وقال: إن هناك عدة دراسات عالمية ربطت علاقة الصوم بتحسن مرضى الروماتيزم ، إذ كشفت دراسة بريطانية أن الصيام عن الطعام بانتظام، كفيل وحده بتخفيف آلام معظم الأشخاص الذين يعانون من التهاب المفاصل المزمن ، فالصوم يعتبر طريقة قوية وفعالة للتخفيف من أعراض التهاب المفاصل وتعزيز نظام المناعة في الجسم، كما تحسنت حالات التصلب والخشونة، وعدد خلايا الدم البيضاء والآلام بشكل كبير. وتابع د.حسين أن الدراسة الثانية هي التي قام بها الخبراء في جامعة أوسلو بالنرويج؛ إذ وجدوا أن مرضى التهاب المفاصل تحسنت حالتهم بالصوم، وخصوصًا الذين يعانون من التهاب المفاصل الروماتويدي، ويعتقد أن الاستغناء عن تناول اللحوم هو وسيلة ناجحة للحد من الأعراض المؤلمة لدى المصابين بالتهاب المفاصل.
