يأتي شهر رمضان المبارك كل عام ليفتح نافذة الذكريات لأفراد المجتمع مع عاداتهم المتأصلة وليحاكي فترات وعصور متعاقبة ومتباعدة، مما جعله منفردًا بحركته الدائمة والدؤوبة على مدار اليوم في شوارع وأسواق مكتظة ومزدحمة قبل أذان المغرب من أجل شراء احتياجات الإفطار، وبعد صلاة العشاء والتراويح لقضاء الاحتياجات الأخرى من ملابس وغيرها. حامد بن جابر السلمي مدير عام الادارة العامة للتعليم بمنطقة مكةالمكرمة سابقا وعضو المجلس البلدي بالعاصمة المقدسة الاسبق قال: إن شهر رمضان في الماضي كان يتم التحضير له منذ فترة مبكرة حيث كان يتم تجهيز المساجد والجوامع فضلا عن شراء الاحتياجات الخاصة بهذا الشهر الفضيل. واستطرد السلمي أنه بدأ الصوم حينما كان في المرحلة الابتدائية وذلك بتشجيع من والديه ، لافتا إلى أنه في البدايه كان يصوم ويفطر حتى تدرب على الصوم ن لافتا إلى انه سبق وان صام رمضان خارج المملكة في مدينة مانشستر وان اليوم هناك طويل جدا لدرجة انهم كانوا يصومون لمدة 16 ساعة في اليوم الواحد. أين اعتدت تناول افطار رمضان في اول ايام رمضان ؟ اشعر بالفرحة حينما اجتمع مع اسرتي على سفرة رمضانية واحدة ودوما اعتذر عن الدعوات التي تصلني من اجل تنازل طعام الافطار الرمضاني وذلك لحرصي على لم شمل الاسرة خلال هذه الايام المباركة. هل هناك وجبة تفضلها في افطار رمضان ؟ في العادة ليست هناك وجبة معينة افضلها في افطار رمضان ولكن هناك معينة افضلها ابدأ افطاري بالتمر والماء. وحول الاختلاف بين رمضان قديما وحديثا قال: رمضان هو رمضان من حيث الجو الروحاني وزحام الاسواق ولكن في الراهن فإن الناس يتكالبون على الشراء والبعض يهدرون الطعام وكم اتمنى أن يحافظ الجميع على نعمة الطعام وعدم اهدارها ، كما أن لرمضان في كل زمان ومكان ما يميزه عن باقي شهور السنة فهو شهر القرآن والخير والإحسان، أيام معدودات يحرص الواحد منا على استثمار الوقت فيها، فأنا غالباً ما أبتعد فيه عن التجمعات وأحرص على وضع برنامج خاص ومختلف من خلال تقسيم الوقت. كما تنشط في شهر الخير مؤسسات الدولة الخيرية، لتشارك ببرامجها المتنوعة بدءا بتنظيم المحاضرات التوعوية الدينية الموجهة لمختلف شرائح المجتمع، ومرورا بإعانة الفقراء ومد يد العون لهم عبر سلال غذائية متنوعة في منافسة تحبذ الإقبال على الخير وبذل المعروف؛ من أجل البحث عن الأجر والتعرض لنفحات هذا الشهر الكريم. فيما تعد المخيمات الرمضانية المتنوعة لإفطار الصائمين الذين يمثلون عدة جنسيات جزءا من هذه المعايشة الروحانية لشهر رمضان مما يعكس صورة واقعية للإسلام بصفته دين الرحمة والبذل والعطاء. هل سبق وان صمت من قبل خارج المملكة؟ اذكر إنني صمت خارج المملكة في مدينة مانشستر حينما كنت احضر للدراسات العليا وكان اليوم طويلا جدا حيث اعتدنا ان نصوم حوالي 16 ساعة في اليوم ولكن كنا نصبر ونحتسب طلبا للأجر من عند الله سبحانه وتعالى. ما الفرق بين الصيام في المملكة والخارج من وجهة نظركم ؟ الفرق بين الصيام في الوطن والصيام في الخارج فرقا شاسعا ففي الوطن اكثر روحانية ومتعة فجميع من حولك صائمون يشعرونك بهذا الشهر الكريم وميزته بين سائر شهور العام. هل هناك برامج اذاعية اعتدت على متابعتها خلال أيام هذا الشهر الفضيل ؟ نعم اعتدت على متابعة إذاعة القرآن الكريم وإذاعة السنة النبوية كما إنني احرص على سماع الاخبار. الكثيرون ما زالوا يتواصلون مع رفقة الصبا والدراسة هل ما زلت تتواصل مع رفقا الطفولة والصبا ؟ احرص دوما على التواصل رفقا الطفولة والصبا والدراسة واستعادة ذكريات الايام الخوالي فأيام الدراسة منها الطريف ومنها الغريب وما احلاها من ذكريات ما زالت ترتسم ملامحها في الذاكرة. في الماضي كان الجيران يتبادلون الاطباق في شهر رمضان ترى هل لا زالت هذه العادة سائدة حتى الآن ؟ تبادل الأطباق لم تكن موجودة بالصفة التي كانت عليها أيام زمان، ولكن ما زالت هناك حالات تتم بين الجيران والأقارب، والمساجد ، ولكن أقل بكثير مما كانت عليه. حدثنا عن الاستعدادات لرمضان قديما؟ ما زلت أذكر أن الاستعدادات لرمضان قديما كانت بسيطة للغاية حيث كان يتم تجهيز المساجد والجوامع وتنظيم المناسبات بين الجيران والاهل كما كان كل رب أسر يتسوق لاحضار مستلزمات رمضان. هل ترى ان وسائل التواصل الاجتماعي ألغت التواصل بين أفراد المجتمع ؟ اعتقد أن وسائل التواصل الاجتماعي من الوسائل الحديثة ولكن يجب استخدامها في الصورة الايجابية والمناسبة ورغم انها فرضت حضورها ولكنها يجب الا تغني عن زيارة الاهل والجيران . حدثنا عن الشيء الذي تفتقده في رمضان الحالي وكان موجودا في الماضي؟ في الماضي كانت الاجتماعات تتم بين الأهل والجيران خلال أيام هذا الشهر الفضيل حيث يتم رواية القصص المشوقة عن البطولات وكانت هناك إلفة بين الجميع كما ان القلوب كانت صافية وعامرة بالطيبة فضلا عن التكاتف بين الجميع .
