تواصل جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية " كاوست " ابحاثها لتطوير أنظمة زراعية جديدة لري المحاصيل التي تتحمل الملوحة بمياه شبه مالحة من شأنها أن تسهم في التخفيف من الضغط الهائل الموجود على موارد المملكة من المياه العذبة ما استدعى الأمر إدخال تغييرات وتحقيق قفزات كبيرة، فالماء عامل حاسم في الزيادة المستمرة في إنتاج الغذاء وفي هذا السياق استعرض وكيل كلية علوم الأغذية والزراعة بجامعة الملك سعود، الدكتور عبدالله الدوس، وجهة نظره بشأن مقترح بزراعة الأرز في الربع الخالي باستخدام ماء البحر من الخليج العربي. وقال إن عملية نقل المياه من الخليج العربي للربع الخالي مكلفة، مشيرًا إلى أن استخدام الأرض في هذا الغرض سيجعلها غير صالحة لاستخدامها من قبل أي كائن حي بعد عدة سنوات، وذلك نتيجة لتراكم الأملاح فيها. وفيما يتعلق بالجدوى الاقتصادية، أكد الدوس أن العائد من هذا المشروع لن يغطي تكاليف تنفيذه المرتفعة، كما أشار إلى الانخفاض المتوقع بجودة المنتج النهائي للمشروع، نظرًا لارتفاع نسب عناصر البوتاسيوم والكالسيوم في الأرز المزروع ، جاء ذلك ردًا على اقتراح أطلقه المهندس المدني عبدالعزيز السحيباني، والذي عرض تصورًا لاستغلال جزء من أراضي الربع الخالي في زراعة الأرز باستخدام مياه الخليج العربي. وكان المهندس عبدالعزيز السحيباني قد إقترح زراعة الأرز في الربع الخالي باستخدام مياه بحر الخليج في تجربة مشابهة لتجربة الصين. وأضاف «السحيباني» أنه توجد في شمال شرق الربع الخالي، مواقع منخفضة ذات مساحات كبيرة يُرجح أنها كانت جزءا من الخليح العربي قبل انحساره. وأكمل «السحيباني» أن انخفاض تلك المواقع؛ يؤدي إلى انسياب المياه المالحة من الخليج من دون الحاجة إلى عمليات الضخ، والذي يؤدي إلى مشاكل كبيرة في المضخات. وأشار إلى إمكانية حفر قناة في تلك المنطقة؛ تؤدي إلى تدفق المياه إلى صحراء الربع الخالي، على أن يتم تجريب «زراعة الأرز» مع تخفيف المياه المالحة بمياه عذبة، مشيرًا إلى قلة تكاليف التجربة المقترحة.
