إغلاق منشأة تسببت في حالات تسمم غذائي بالرياض    الأحمدي يكتب.. الهلال يجدد عقد السعادة بحضور جماهيره    الصحة: تماثل 6 حالات للتعافي ويتم طبياً متابعة 35 حالة منومة منها 28 حالة في العناية المركزة    شركة TCL توحّد على نحو استباقي شركائها العالميين من أجل تحقيق العظمة في مؤتمر الشركاء العالميين لعام 2024    انخفاض معدلات البطالة لمستويات تاريخية    حملة «إغاثة غزة» تتجاوز 686 مليون ريال    وفاة الأمير منصور بن بدر    ليستر سيتي يعود إلى الدوري الإنجليزي الممتاز    اختتام المرحلة الأولى من دورة المدربين النخبة الشباب    اخجلوا إن بقي خجل!    نائب أمير منطقة جازان يرفع التهنئة للقيادة بما حققته رؤية المملكة 2030 من إنجازات ومستهدفات خلال 8 أعوام    الإعلان عن تفعيل الاستثمارات المباشرة وانطلاق العمل الفعلي في صندوق "جَسور" الاستثماري    "الشؤون الإسلامية" ترصد عددًا من الاختلاسات لكهرباء ومياه بعض المساجد في جدة    رؤية الأجيال    وزيرة الدفاع الإسبانية: إسبانيا ستزود أوكرانيا بصواريخ باتريوت    منتخب اليد يتوشح ذهب الألعاب الخليجية    الأهلي المصري يضرب موعدًا مع الترجي التونسي في نهائي دوري أبطال إفريقيا    ريال مدريد يهزم سوسيداد ويقترب من التتويج بالدوري الإسباني    الاتحاد يخسر بثلاثية أمام الشباب    «الدفاع الروسية» تعلن القضاء على ألف وخمسة جنود أوكرانيين في يوم واحد    الأمر بالمعروف في الباحة تفعِّل حملة "اعتناء" في الشوارع والميادين العامة    الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: أصبحت مستهدفات الرؤية واقعًا ملموسًا يراه الجميع في شتى المجالات    المخرج العراقي خيون: المملكة تعيش زمناً ثقافياً ناهضاً    "السينما الصناعة" والفرص الضائعة    د. عبدالله العمري يستنطق «ذاكرة النص» وفضاءات نقد النقد    محمد بن عبدالرحمن: طموحات وعزيمة صادقة    «كبار العلماء» تؤكد ضرورة الإلتزام باستخراج تصاريح الحج    وزير الثقافة يرفع التهنئة للقيادة بتحقيق رؤية السعودية 2030 عدة مستهدفات قبل أوانها    معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يزور قيادة القوة البحرية بجازان    إغلاق جميع فروع منشأة تجارية بالرياض بعد رصد عدة حالات تسمم    توافق مصري - إسرائيلي على هدنة لمدة عام بقطاع غزة    ترميم قصر الملك فيصل وتحويله إلى متحف    «مكافحة المخدرات» تقبض على شخصين بالقصيم لترويجهما مادة الإمفيتامين المخدر    "الأرصاد": لا صحة لتعرض المملكة لأمطار غير مسبوقة    النفط يرتفع.. والذهب يتجه لأول خسارة أسبوعية    السعودية تحصد ميداليتين عالميتين في «أولمبياد مندليف للكيمياء 2024»    نائب أمير منطقة تبوك يرفع التهنئة للقيادة الرشيدة بمناسبة إنجازات مستهدفات رؤية المملكة ٢٠٣٠    الأحوال المدنية: منح الجنسية السعودية ل4 أشخاص    الأرصاد: لا صحة عن تأثر السعودية بكميات أمطار مشابهة لما تعرضت له بعض الدول المجاورة    خطبتا الجمعة من المسجد الحرام و النبوي    «الحج والعمرة»: احذروا شركات الحج الوهمية.. لا أداء للفريضة إلا بتأشيرة حج    خادم الحرمين يوافق على ترميم قصر الملك فيصل وتحويله ل"متحف الفيصل"    أعمال نظافة وتجفيف صحن المطاف حفاظًا على سلامة ضيوف الرحمن    الشاب عبدالله بن يحيى يعقوب يعقد قرآنه وسط محبيه    "واتساب" يتيح مفاتيح المرور ب "آيفون"    مقامة مؤجلة    هوس «الترند واللايك» !    صعود الدرج.. التدريب الأشمل للجسم    تقنية مبتكرة لعلاج العظام المكسورة بسرعة    التنفس بالفكس    مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل يهنئ القيادة نظير ماتحقق من مستهدفات رؤية 2030    افتتاح المعرض التشكيلي "الرحلة 2" في تناغم الفن بجدة    الصحة: رصد 15 حالة تسمم غذائي في الرياض    تفكيك السياسة الغربية    خلط الأوراق.. و«الشرق الأوسط الجديد»    مقال «مقري عليه» !    تشجيع الصين لتكون الراعي لمفاوضات العرب وإسرائيل    التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن وكالة الأونروا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأحداث أحالوني للتقاعد المبكر
إحسان طيب يروي ل(البلاد)تفاصيل مشواره بين الشؤون الاجتماعية وهيئة الإغاثة:
نشر في البلاد يوم 25 - 06 - 2021

هل المسافة بين الشؤون الاجتماعية ومكتب الاستشارات طويلة ؟ .. ربما نعم بحساب السنين لكن الهدف الانساني يقرب الاماكن ويقصر الازمنة ويختصر الطرق ويجعل النقلات أكثر سلاسة وان شابها بعض الوعورة واعترضها قدر من الصعوبة.
هكذا يبدو مشوار مدير عام الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة وامين عام هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية السابق المستشار الاجتماعي احسان طيب الذي اختار أن يكون قريبا من شكاوى الناس وان يتقاطع مع همومهم الصغيرة مثل البحث عن بيت او الكبيرة مثل الفرار من فيضان او الهروب من زلزال او البعد عن كارثة تأبى الا ان تلاحقهم .. ويبدو ان تأهيله لهذه المهمة بدأ مبكرا بالاغتراب في مدرسة ابتدائية داخلية بالقاهرة وهو لم يتجاوز السابعة فيعود ليجمع بين الدراسة والعمل .. ولما اشتد ساعده الوظيفي كان اهم ما كلف به وهو مدير عام للشؤون الاجتماعية أن يكون على رأس فريق بحثي ينقب في حياة ساكني عشش الصفيح والبيوت المتهالكة ويتعامل مع مشاكل الاحداث وهموم الأيتام. وبعد أن تقاعد مبكرا قادته مسيرته الى الهموم المجتمعية ومنها إلى هم أكبر للمنكوبين بالكوارث الطبيعية ونكبات مناطق النزاع .. حول ابرز تفاصيل احسان طيب حاورته «البلاد»:
المولد في الغزة بمكة المكرمة والمشوار الدراسي والحياتي قادك إلى القاهرة وجدة ماذا أضافت تجربة الاغتراب المبكر (السابعة من العمر) إلى شخصكم؟ وماذا تعني لكم منطقة جدة التاريخية؟
في تلك السن المبكرة التي غادرت فيها مكة المكرمة وفي سن السابعة من العمر عام 1957م كانت وجهتي أم الدنيا كما يقولون مصر .. كانت القاهرة مثار دهشة وانبهار بالنسبة لطفل صغير في الصف الثاني يدرس في مدرسة داخلية . وقد أضافت لي تجربة الاغتراب عدة أمور منها رؤية عالم جديد يختلف عما ألفته والاعتماد على النفس وتكوين شخصية مستقلة في سن مبكرة.
وحين عدت إلى المملكة كان والدي قد انتقل إلى جدة في عام 1381ه .. والتحقت في نصف العام الدراسي الثاني بالصف السادس ابتدائي بالمدارس السعودية التي كانت امام مدرسة الفلاح وفي تلك المنطقة التاريخية الجميلة من جدة كانت محطتي الثانية في المرحلة الابتدائية لنصف عام وتمتعت بمباهج تلك المنطقة التي عشقتها بأزقتها وشوارعها وعبقها التاريخي.
الانتساب وتعويض ما فات
وأنتم على رأس العمل في الشؤون الاجتماعية درستم بكالوريوس اجتماع بنظام الانتساب في كلية الآداب بجامعة الملك عبدالعزيز تم حصلتهم على الماجستير في التنمية الاجتماعية كيف ترى أهمية عودة نظام الانتساب الجامعي؟
أعتقد أنه مهم للغاية ويمكن المجتهد من تطوير ذاته وقدراته ومعارفه ويصقل شخصيته ويزيد من تأهيله وتطويره. وهو فرصة لمن لم تسعفه ظروف الحياة لاستكمال تعليمه وتعويضه ما فاته.
نهاية مشوار العطاء
14 عاماً عملتم فيها مديراً عاما لفرع وزارة الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة.. ما أبرز ما قدمتم خلال هذا المشوار؟ ولماذا انتهى بالتقاعد المبكر (الاستقالة)؟
كنت أعمل بالرياض في الوزارة كمدير عام للإدارة العامة للرعاية والتوجيه الاجتماعي في وكالة الوزارة للرعاية الاجتماعية على المرتبة الثالثة عشرة ونقلت كمدير عام للشؤون الاجتماعية في عام 1413ه. وأصبحت مديراً عاماً للمكتب الرئيسي للشؤون الاجتماعية بالمنطقة الغربية (وهذا المسمى سابقاً قبل نظام المناطق) وكنت مسؤولاً عن قطاعات الشؤون الاجتماعية في ثلاث مناطق (منطقة مكة المكرمة، منطقة المدينة المنورة، منطقة تبوك)، وبعد صدور نظام المناطق أصبحت مسؤولاً عن منطقة مكة المكرمة بمحافظاتها الثلاثة عشر وتسألني عن أهم ما قدمت خلال فترة عملي الأربعة عشر عاماً في المنطقة فأهمه تعزيز الصور الايجابية عن عمل الشؤون الاجتماعية لدى المجتمع الوظيفي والشعبي فقد كان من يعمل فيها يشعر بالخجل لارتباطها بالمتسول والمسنين «العجزة» وبعد تغيير الصورة السلبية أصبح المنتسب لها يفخر بأنه يعمل في النشاطات والجهود والبرامج والمشروعات التي قامت بها الشؤون الاجتماعية في مجالات رعاية الأيتام. وجمعيات البر وانشاء الجمعيات المتخصصة للنفع العام. وتطوير عمل مراكز التنمية الاجتماعية واللجان الأهلية. وعمل الدراسات المسحية للمشكلات الاجتماعية ومنها المسح الاجتماعي الشامل لمساكن العشش والصفيح والبيوت المتهالكة في المنطقة وتأسيس العديد من الجمعيات والمؤسسات الخيرية الخاصة وارتفاع أعدادها بأربعة أضعاف ما استلمته عند بداية عملي بها. وهذا كله تم بفضل من الله وتوفيقه ثم بدعم أمراء المنطقة الذين تشرفت بالعمل تحت امرتهم وهم صاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن عبدالعزيز يرحمه الله والأمير سعود بن عبدالمحسن نائب امير المنطقة وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز يرحمه الله وصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمد الله في عمره في طاعته وصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز. أما لماذا انتهى أمري بالتقاعد المبكر «الاستقالة» فله أسباب منها ما هو شخصي ومنها ما هو عام فالشخصي شعوري بالغبن لمضي تسع سنوات وأنا في المرتبة الرابعة عشرة وكان يمكن ترقيتي بعد سنة ويعلم من كان مسؤولاً عني باستحقاقي للمرتبة الخامسة عشرة. واما الجانب الآخر فهو في اختلاف وجهات النظر في كيفية التعامل مع قضايا الأيتام والأحداث وعندها وصلت إلى قناعة بضرورة ترك العمل ما دمت لا املك قرار التغيير.
المنطقة بلا عشش
المسح الاجتماعي الشامل كان أكبر الجهود التي قمتم بها. ماذا كانت نتائجه؟ وما الذي ترتب عليه؟
هذا المسح بدأت فكرته من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز حينما لاحظ انتشار كثير من المساكن المتهالكة وكنت في وقتها مديراً عاماً للشؤون الاجتماعية وطلب مني ومن عضو مجلس المنطقة المهندس يحيى بن لادن دراسة هذا الأمر وأوصيت بعمل دراسة تهدف إلى القضاء على ظاهرة التجمعات السكانية المتهالكة والتي تسكنها شريحة من الفقراء والمحتاجين من الأرامل والأيتام وأصحاب الدخول المنخفضة واستبدالها بنوعية جيدة من المجمعات السكنية المكتملة الخدمات والمرافق بحيث تكون منطقة مكة المكرمة منطقة خالية من هذه المساكن. وعهد الينا في الشؤون الاجتماعية بالقيام بإجراء هذا المسح واعداد دراسة شاملة عنه وأمر سموه الكريم جميع الجهات الحكومية والمحافظين باتخاذ الإجراءات اللازمة بمشاركة الإدارة العامة للشؤون الاجتماعية بحكم اشرافها على الجمعيات الخيرية ومراكز لجان التنمية الاجتماعية بالمنطقة بإعداد حصر شامل لحجم هذه الظاهرة وتكوين ثلاث فرق ميدانية لمسح المحافظات والمراكز والقرى والهجر الموجود بها هذه المساكن وذلك اعتباراً من 7-10-1428ه وأنجزنا المسح خلال ستة شهور وقدمنا نتائج الدراسة لسموه ولمجلس المنطقة وكان أبرز نتائجه الوقوف على حقيقة أوضاع هذه المساكن والمناطق المتواجدة بها ووضع الخدمات والاحتياجات في جميع محافظات المنطقة وقدمت مقترحات لتحسين اوضاع هذه المحافظات ووجه سموه الجهات المختصة بتحسين هذه الاوضاع والمرافق وحصر المباني التي تحتاج إلى ازالة واقامة وحدات داخل تجمعات سكنية تتوفر فيها جميع الخدمات المطلوبة من المرافق العامة والخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية .. وتوزعت التجمعات بين مساكن منفردة وتبنى كبديل عن المساكن القائمة في احياء مكة المكرمة وجدة والطائف ورابغ والقنفذة والليث. ومساكن فردية ضمن وحدة جماعية كالمساكن التي تبنى لحالات الأرامل الفرادى من الذكور والاناث. ووحدات سكنية ضمن تجمعات سكانية وتم بناء عدد من هذه الوحدات وانتشرت في ثول والسيل والقنفذة والليث وسائر المحافظات التي أوصت نتائج البحث ببناء وحدات سكنية بها.
واستفادت من نتائج هذه الدراسة مؤسسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للإسكان التنموي لوالديه وبعض الجمعيات والمؤسسات الخيرية بالإضافة إلى اللجنة النسائية للخدمات الاجتماعية والتي كانت ترأسها زوجة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمحسن بن عبدالعزيز يرحمه الله في اضافة تجمعات سكانية في المناطق والمحافظات التي اوصت بها الدراسة. ولعلك تشاهدها بالآلاف عند زيارة هذه المراكز والمحافظات. وقد خرجت الدراسة بتوصيات اضافية كانت جديرة بالاهتمام وأبرزها احاطة الجهات الخدمية الحكومية بمواقع المشروعات المراد تنفيذها حتى تعمل على توفير الخدمات الأولية في المشروعات المراد اقامتها من تعبيد طرق وايصال الكهرباء وكذلك العمل على الاستفادة من المجمعات السكنية التي انشأتها جمعية مكة المكرمة للتنمية والخدمات الاجتماعية والتي هجرها السكان لعدم اكتمال بعض خدماتها (العزل، البيارات … الخ). وذلك بإعادة تأهيلها وترميمها وإصلاحها.
وقيام الأمانات والبلديات بحملة نظافة شاملة وبالذات في قرى وهجر محافظتي القنفذة والليث للحد من انتشار البعوض والأوبئة على أن يسبق ذلك حملة توعية شاملة. كما لاحظت الفرق انتشار أمراض العيون الممثلة في العمى والماء الأبيض على حالات كثير من النسوة والرجال وبالذات في محافظتي القنفذة والليث واحتاج الأمر إلى قيام المديرية العامة للشئون الصحية بمنطقة مكة المكرمة بإيفاد فرق طبية لإزالة معاناة هذه الفئات د اخل عيادات في مستشفيات القنفذة أضم، الليث . واصدر صاحب السمو الملكي أمير المنطقة امرا للجهات المختصة (أمانات المدن والبلديات والدفاع مدني والشرطة) بالتعاون مع عمد الأحياء لإزالة جميع الصنادق والمنازل المتهالكة على أن يسبق ذلك القيام بعملية توعية شاملة وتحديد مهلة لإزالتها.
«طلقني» والشيطان ثالثهما
خلال المؤتمر الأول للأسرة العربية من منظور معاصر الذي عقد في الكويت عام 2008م قدمتم ورقتي عمل الأولى عن «الطلاق والمطلقة والمجتمع والانترنت» في رأيكم لماذا ارتفعت نسبة الطلاق في المجتمع السعودي حالياً؟ وهل ثمة رابط بين هذا الارتفاع والتقدم التقني؟ وكيف نحد من أثر السوشال ميديا السلبي على الأسرة؟
ارتفعت نسبة الطلاق في المجتمع السعودي حالياً لعدة عوامل منها استقلال المرأة اقتصادياً. وتأثير وسائل الاعلام وما تعرضه المسلسلات عن قصص الحب والخيانات الزوجية. وغياب دور الأم والأب للزوج والزوجة عن التأثير على أبنائهم وسلبيتهم أمام معالجة ما يطرأ من مشكلات ما بين الزوج والزوجة والنأي بأنفسهم عن التدخل المناسب في الوقت المناسب. وجهل الوسطاء في الاصلاح في كيفية التقريب بين الزوج والزوجة والأدهى والأمر أن بعض التدخلات تفاقم المشكلة. وكذلك ضعف الارتباط العاطفي بين الأمهات الشابات وأبنائهن بعدما قامت الشغالة بدور الأم وأصبحت الأم الشابة المتشاكسة مع زوجها لا تقدر عقوبة انفصالها عن زوجها وطلاقها على ابنائها وتصدع بناء الأسرة. وكانت الأمهات والآباء في الأسرة الممتدة حينما يشتعل الخلاف بين الزوج والزوجة يتدخلان، فأبو الزوج يكون نصيراً لزوجة ابنه ويضغط على ابنه وأيضاً أم الزوج وذلك في الأسرة الممتدة أما الآن ففي الأسرة الفردية وفي الشقة يتنافر الزوج مع الزوجة ويشتد الخصام بينهما وتطلب الزوجة الطلاق «طلقني» ويكون الشيطان ثالثهما. وأصبحت الخلافات تستعر بعد أن تنشط الاتصالات والرسائل الجوالية بين الزوج والزوجة في الخلاف ورغبة كل واحد منهما التسجيل على الآخر لإدانته وأصبحت مشكلة ووسيلة سيئة لزيادة الاحتقان وقت خلاف الزوج والزوجة. اما كيفية الحد من أثر السوشال ميديا فهو انتاج مجموعة من البرامج الهادفة التي تعمق المحبة الزوجية بين الزوجين واشاعة ثقافة التسامح ما بينها وبين أسرتيهما والتبصير بعواقب الانفصال على الابناء من خلال مسلسلات واعية تشجع على هذا المنحى.
تشريعات وتربية
في نفس المؤتمر قدمت ورقة ثانية عن العنف الأسري في المجتمعات العربية. ماذا عن هذا النوع من العنف في المجتمع السعودي حالياً في ضوء دراسة حديثة تذكر ان 52% من أطفال المملكة شهدوا حالات عنف بين الوالدين؟ وكيف ترون الأنظمة الحالية التي تتعامل مع العنف وحماية ورعاية المعنفين داخل الأسرة؟
العنف يزداد وينتقل إلى مراحل خطيرة نتيجة الاجتراء على بعض القيم والانفلات الأخلاقي والتجرد عن المسئولية والمسألة ليست تشريعات تسن فقط ولكن تربية تبدأ من المنزل والمسجد وفي المناهج ودور العلماء والمصلحين المربين وأصبحت النظريات هي الطاغية وغابت كثيراً بعض القيم الخاصة بالشيمة والمروءة والدين الحنيف الذي يعتمد على المعاملة أكثر من التنظير والمحاضرات والتشريعات وارجع كثير من حالات العنف من واقع ما اطلعت عليه من قضايا بحكم التخصص والاهتمام إلى عدة أمور منها الفقر ( لو كان الفقر رجلاً لقتلته).وتعاطي المخدرات. والبطالة والمسلسلات الهابطة والتطرف في التدين المُغالى فيه والذي لا يسمح بتقبل الرأي أو العذر عند الخطأ أو الخطيئة والتسامح. وكذلك الرفقة غير الصالحة التي تشجع على «أكسر رقبته أو رقبتها « بدون أصلحها الله يصلحك. ويسهم في زيادة هذا النوع من العنف اخفاء الأم في مراحل التنشئة بعض مظاهر الانحراف الأولية عن الآباء واخبارهم بعد استفحال الانحراف الأمر اي المكاشفة بما آل اليه الحال بعد أن يصعب على ولي الأمر معالجته. والاعلام ايضا له أثر خطير فيكفي أن بعض المسرحيات التي نتفرج عليها ونضحك تمعن في الاستهزاء بالأم أو الأب.
السفيرة والوزيرة
قبل 11 عاماً كانت لكم ورقة عمل عن تمكين المرأة في المملكة قدمتموها في ملتقى عربي بالخرطوم. الآن كيف ترون تمكين المرأة السعودية من خلال توسع فرص عملها واتاحة المناصب القيادية امامها؟
ما تم في هذا العهد من تمكين يتجاوز ما عرضته وما كنت ادعو إليه بمراحل بعد أن أصبحت سفيرة ووزيرة ونائبة وزير. ومحاميات ورائدات اعمال ومسؤولات في الأمن والأمن القومي وفي البنوك والبنك المركزي وفي مراكز صنع القرار.
العمدة موجود
تناولت مقومات نجاح عمدة الحي في مؤتمر نظم في غرفة مكة المكرمة عام 2012م تحت عنوان «عمدة الحي من منظور عصري» أين العمدة الآن؟ ولماذا تقلص دوره الأمني والمجتمعي ليبقى منه التوقيع على مشهد التعريف؟ وهل ثمة ضرورة لتنشيط هذا الدور أم أن الزمن تطور والأنظمة تجاوزته؟
أعتقد أن هذا التعميم وبهذا الشكل فيه تعسف مبالغ فيه. وأنا أعرف عمداً لهم دور كبير في مراكز الأحياء، وفي الأعمال التطوعية . وقد تشرفت بالوقوف على أعمال جليلة وعظيمة يقوم بها بعض العمد منها عمدة حارة الشام والمظلوم. الذي يقوم على عمل كبير تنوء به جمعيات خيرية فقد أقام مشروع عظيم بمدينة جدة في شارع التوبة مع بعض المحسنين داراً لرعاية المرضى النفسيين تضم بين جنباتها ما يزيد عن ستين نزيلاً يوفر لهم برامج صحية متكاملة ورعاية اجتماعية وثقافية وصحية أمر تعجز عنه جمعيات ودور مسنين بجهد فردي بدعم من المحسنين وبموافقة الجهات الرسمية وبنظام جيد حسب قدرته كفرد وهو عمل تعجز عنه بعض الجمعيات والدور الاجتماعية ويعمل على تطوير برامج هذا الوقف الذي سجله رسمياً لدى الجهات الرسمية وهو جهد مشكور يُقبل رأسه عليه. وأتمنى على وزارة الداخلية بأن تعمل ورش عمل في مختلف مناطق المملكة برعاية مجالسها إلى تبني مشروع لتطوير نظام العمد ومراكز الأحياء والبحث عن تطوير فعال من مجلس كل محافظة للعمل على تطوير هذا العمل على ما يتطلبه المستقبل من مواجهة لاحتياجاتنا في هذا الجانب.
رخصة المستشار
بعد تقاعدكم فتحتم مكتب استشارات اجتماعية، هل مجتمعنا الآن بحاجة لمثل هذه المكاتب خاصة فيما يتعلق باستشارات الخلافات الزوجية والعنف الأسري؟
أعتقد وفي ظل ما صدر من تنظيمات وتشريعات جديدة بخصوص تنظيم العمل الاجتماعي التطوعي لا زلنا بحاجة . وفي الخلافات الزوجية والعنف الأسري من خلال لغة الأرقام نجد أن الحاجة تتضاعف بشرط أن يقوم عليها الأكفاء وبرخص مهنية مثل الأطباء والمهندسين لأن الخدمة الاجتماعية علم وفن ومهارة.
بيزنس
البعض يرى أن مكاتب ودورات الاستشارات تحولت إلى بزنس يفاقم الخلافات ولا يحلها وهناك ملاحظات كثيرة على أداء ومؤهلات القائمين عليها، ماذا تقولون؟
لأن الدورة أصبحت «أون لاين» شهادات ورقية تجمع وتضاف إلى سجل كل مدرب دون النظر إلى الجانب المهاري المطلوب توفره للقائم على هذا الأمر.
أبراج الإغاثة
عملتم خلال الفترة من 1334- 1438ه أميناً عاماً لهيئة الإغاثة ومديراً لشركة سنابل الخير الذراع الاستثماري للهيئة حيث استثمرتم جزءاً من التبرعات في أبراج سكنية وتجارية. ما مدى التوفيق الذي حالف هذه الخطوة؟
بصرف النظر عن ما تمر به خلال هذه الجائحة التي ستزول بإذن الله تعالى وتتحقق رؤية صاحب الرؤية في زيادة الاستثمار مطرد. فلقد استطعنا من خلال تخطيط سليم من بناء ثمانية أبراج في مكة المكرمة شرفها الله وخصصت موارد واستثمارات كل برج لنوع من نشاطات الهيئة يصرف من مورده على هذا النشاط وتتحقق الاستدامة ولقد شهدت مكة المكرمة في حفل كبير افتتاح مبنى وقف الأيتام بمكة المكرمة – أجياد السد مقابل القصور الملكية في 29 شعبان 1436ه الذي يبعد عن الحرم المكي الشريف حوالي 150 متراً وهو من المشاريع الرائدة والهامة التي درت دخلاً جيداً للهيئة لدعم مشاريعها الإغاثية لصالح الأيتام والمبنى عبارة عن فندق 4 نجوم مكون من 29 طابقاً الادوار الخدمية 7 أدوار والادوار السكنية 22 دوراً بإجمالي 464 غرفة وبلغت تكلفة الأرض وبنائها 293.110.000 ريال vمائتين وثلاثة وتسعين مليون ريال ومائة وعشرة آلاف ريال سنوياً بالكامل يدخل اكثر من 50.000.000 خمسون مليون ريال سنوياً لصالح وكفالة ورعاية الأيتام في 37 دولة حول العالم ضمن الموارد الأخرى المخصصة لهذه الفئة وذلك من فضل الله وتوفيقه ثم بدعم قيادة هذه البلاد الموفقة. كما اشير إلى بيع مخطط سنابل الخير قبل فرض ضريبة رسوم الأراضي البيضاء بحوالي مليار ومائة وسبعون مليون ريال خلال فترة عملي بالهيئة وتم استثمار مبلغها فيما بعد لصالح برامج ومشروعات الهيئة. وقد حالف التوفيق من الله اعمال هذه الهيئة بتوفيقه.
براءة الهيئة
انتقد الكثيرون ما سمي «اغاثة ال 5 نجوم» حيث يكتفي مسؤولي الاغاثة بالإقامة في الفندق الفاخر ليأتي إليه من يتسلم المساعدات دون أن يتفقد المسؤول المنطقة المتضررة ومستحقي المساعدة الحقيقيين. بأي نسبة كان ينطبق ذلك على اداء هيئة الاغاثة؟ وماذا كانت آليتها في توزيع المساعدات؟
هذا الانتقاد لا يوجه بتاتاً لهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية ويشهد بذلك رؤساء الدول والمنظمات الإغاثية والمجتمعات التي استفادت من البرامج الاغاثية في الكوارث والنكبات ففي احداث توسنامي كانت الهيئة من أول المنظمات حضوراً وفي احداث غزة قبل عدة سنوات كنا اول منظمة تواجدت هناك ولدينا مكاتبنا في مختلف دول العالم. وذهبت بنفسي الى مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين في لبنان آنذاك السفير علي عسيري الذي كان يدعم الهيئة ويوفر لها كل ما يساعدها في تحقيق اهدافها وفق سياسة المملكة بقيادتها الحكيمة. والدولة تراجع جميع عمليات الهيئة وتساندها ويشارك سفراء خادم الحرمين الشريفين في رعاية أعمالها وبرامجها الاغاثية، وموظفونا كانوا ينامون في بعض المناطق المتخلفة في بيئات متدنية للغاية في الادغال والأحراش ومناطق النزاعات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.