يمثل الاستثمار الشريان المتجدد لاقتصاديات الدول والعصب الحي لاستقرارها ونموها ، لكنه مشروط دائماً بمدى توفر البيئة الجاذبة ، وأيضا طبيعة الاستثمارات التي باتت تتجه بشكل متسارع نحو اقتصاد المستقبل والرقمنة والذكاء الاصطناعي، وهذا ما استشرفته المملكة لاقتصادها الطموح خلال السنوات القليلة الماضية ، وأنجزت قفزات نوعية في بيئة الاستثمار تشريعيا وتنفيذيا وهيأت فرصا واعدة بكافة القطاعات الإنتاجية والخدمية، بل أكثر من ذلك رسمت آفاقا رحبة وغير مسبوقة بإطلاق المدن الذكية الحديثة، وكل هذه المنظومة من المشاريع الكبرى يراها المستثمرون من الداخل والخارج على امتداد خارطة التنمية السعودية الحديثة. فالمملكة بقيادتها الحكيمة تسارع خطواتها في تعزيز مكانتها الكبيرة ودورها المؤثر ، وقد توجته بنجاحات رئاستها لمجموعة العشرين الأكبر اقتصادا في العالم لتجاوز تداعيات الجائحة، وتترجم رؤيتها الطموحة 2030 ، بالتحول إلى الرقم الصعب في الاقتصاد العالمي ، وتتفاعل مع المستثمرين والكيانات والمنتديات الاقتصادية في العالم وعرض أنموذجها التنموي ، وما هيأته له من مقومات التنوع والاستدامة، مرتكزة على ما تنعم به من استقرار سياسي وأمني راسخ ، تملك مفاتيحه جيدا لمسيرتها الخيرة وسط اقليم مضطرب ومتغيرات عالمية متشابكة ، وفي هذا الاتجاه ينعقد مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار" في نسخته الرابعة تحت شعار "النهضة الاقتصادية الجديدة"، بمشاركة عالمية وجدول أعمال يتفاعل بدرجة عالية مع هذا النموذج السعودي الطموح.
