الجوار هو ما يكون من مجاورة البلدان مع بعضها البعض، والمجاورة فيما بين القبائل والمجاورة بين الناس في المنازلِ، سواء كان ذلك في اماكن الحاضرة او في اماكن البادية والجوار يتطلب من المتجاورين التعامل فيما بينهم بكل ما هو من تقدير واحترام ومحبة ونبذ كل ما كان من عمل له صلة بسوء الجوار والعرب كانت تحرص كل الحرص على حقوق الجار وعلى حسن الجوار وعلى الاهتمام باكرام الجار وعدم الاساءة اليه او الحاق الاذى به والجوار قد ورد ذكره في القرآن الكريم فقال الله تبارك وتعالى في الآية 36 من سورة النساء (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت ايمانكم ان الله لا يحب من كان مختالا فخوراً) وفي الآية 60 من سورة الاحزاب قال الله جل وعلا (لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلاً). هذا مما ورد بشأن الجار من الاحاديث فمن حديث جاء فيه (خير الاصحاب عند الله تعالى خيرهم لصاحبه وخير الجيران عند الله تعالى خيرهم لجاره). ومن حديث جاء فيه (مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه) وكذلك من حديث ورد جاء فيه (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره ومن حديث آخر( فليكرم جاره)، وورد حديث جاء فيه (والله لا يؤمن والله لا يؤمن قيل من يارسول الله: قال الذي لا يأمن جاره بوائقه) ايضا من حديث ورد جاء فيه (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن الى جاره). ومن حديث عن ابي هريرة رضي الله عنه قال (جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكو جاره فقال له اذهب فاصبر فاتاه مرتين او ثلاثا ثم قال اذهب فاطرح متاعك على الطريق ففعل فجعل الناس يمرون به ويسألونه عن حاله فيخبرهم خبره مع جاره فجعلوا يلعنون جاره ويدعون عليه فجاء اليه جاره وقال يا اخي ارجع الى منزلك فانك لن ترى ما تكره ابدا). هذا ومن امثال العرب فقد ورد مثل جاء فيه (الجار ولو جار). وكذلك مثل قيل فيه (الجار قبل الدار، والرفيق قبل الطريق) ومثل ايضا ذكر فيه (الجار القريب خير من الاخ البعيد). هذا ومما قال لبعض الشعراء عن الجوار: قال الشاعر لبيد بن ربيعة: وان هوان الجار للجار مؤلم وفاقرة تأوي اليها الفوافر وقال ابن الوردي: جاور اذا جاورت بحرا او فتى فالجار يشرف قدره الجار وقال الشاعر خليل مطران: من كان جار السوء يوماً جاره عدّت فضائله من الاوزار وقال شاعر: اكرم الجار حقه ان عرفان الفتى الحق كرم وقال شاعر: يلومنني ان بعت بالرخص منزلي ولم يعلموا جاراً هناك ينغص فقلت لهم كفوا الملازم فانما بجيرانها تغلوا المنازل وترخص وهذا الذي ذكر سالفا هو فيما يتعلق بحقوق
