عدد من كبار العلماء المسلمين يتحدثون ل( البلاد): المملكة تبذل جهودا متميزة لمحاربة الإرهاب بكافة أشكاله

نوه عدد من المشاركين في المؤتمر العالمي لمحاربة الارهاب الذي نظمته الامانة العامة لرابطة العالم الاسلامي بمكة المكرمة واختتم اعماله مؤخرا بالجهود الكبيرة والمقدرة التي قامت وتقوم بها المملكة العربية السعودية لمحاربة الارهاب ومحاربة الفساد والارهاب واهتمامها الفائق بقضايا الاسلام والمسلمين في شتى انحاء المعمورة الى جانب حرصها الدائم والمستمر على تطبيق الشريعة الاسلامية في اعمالها وافعالها واحكامها كافة.
واشاروا في احاديث ل(البلاد) الى انه بالاضافة لقيام المملكة بتحقيق الوسطية والعدل والتسامح واشاعة المحبة والسلام بين الجميع ونبذ الفرقة والتفرقة ومحاربة الفساد واشاعة الحوار البناء بين جميع الاديان فهي تعمل باستمرار لتوضيح سماحة الدين الاسلامي ومبادئه وما كفله من حقوق لجميع الأديان.
جهود مباركة:
وتحدث في البداية سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وادارات البحوث العلمية والافتاء والارشاد ورئيس المجلس التأسيسي لرابطة العالم الاسلامي فقال:" لقد قامت المملكة وتقوم بجهود مباركة في محاربة الارهاب والفساد. واضاف سماحته:"إن الامة الاسلامية في امس الحاجة الى تعاليم الاسلام واخلاقه الفاضلة وهو الذي ينقذها من الظلمات الى النور. واكد سماحته ان دين الاسلام هو الذي يخلص من المشاكل ويقضي على هذه الآراء والمواقف الخاطئة فان دين الاسلام بني على الفطرة والرحمة والرأفة والمحبة والسلام وحذرهم ايضا مما يسبب ترويعهم واخافتهم من سكب الدماء البريئة بغير حق فهذه الامور حرمها الله عز وجل ودين الاسلام حرم على المسلم قتل نفسه وجعل قتل نفسه من كبائر الذنوب وبين الرسول صلى الله عليه وسلم عاقبة جرم الانتحار واثاره السيئة. واشار سماحته الى ان جريمة الارهاب جريمة عالمية عمت جميع البلاد الاسلامية وغيرها وان من الواجب مكافحة الارهاب والتحذير منه وتصوير اخطائه وتحذير المسلمين منه.
رصيد من الخبرة والتجربة:
وقال معالي الامين العام لرابطة العالم الاسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي إن المملكة العربية السعودية قامت وتقوم منذ تأسيسها على يد مؤسسها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود رحمه الله حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله بعناية واهتمام بالغ بالاسلام وقضايا المسلمين في شتى انحاء المعمورة الى جانب حرصها الدائم على تطبيق الشريعة الاسلامية في اعمالها وافعالها واحكامها كافة وتحقيق الوسطية والعدل والتسامح واشاعة المحبة والسلام بين الجميع ونبذ الفرقة والتفرقة ومحاربة الارهاب والفساد واشاعة الحوار البناء بين جميع الاديان بالاضافة الى عملها المستمر لتوضيح سماحة الدين الاسلامي وما كفله من حقوق لجميع العباد. واشار معاليه الى ان مكافحة الارهاب خاضت تجربته العديد من الدول الاسلامية وغير الاسلامية واكتسبت كل دولة فيه خبرة نوعية في المعلومات والممارسة بحسب طبيعة الارهاب الذي واجهته والظروف الوطنية والدولية لهذه الآفة التي كانت سائدة ويمكن وضع هذه التجارب في ميزان التقويم ومحك بالنظر للاستفادة من الصالح منها الملائم لبيئة المسلمين المتوافق مع ثقافتهم على مسار البحث عن استراتيجية شاملة متكاملة في هذا المجال.
فذة ورائدة:
واكد معاليه ان تجربة المملكة في محاربة الارهاب تجربة فذة ورائدة تحتوي على رصيد وافر من الخبرة والنجاح وقد توفرت فيها الشمولية في الوسائل والاساليب والانطلاق الاسلامي في الرؤية والمنهج وهي جديرة بأن يشاد بها وان تستمر في الدراسات والبحوث التي تعتني بهذا الموضوع المهم.. ولاشك ان المملكة بذلت جهودا كبيرة في محاربة الارهاب وتعاملت معه بمنتهى الحزم وتميزت خطتها بالشمول في مختلف الوسائل والتكامل بينها والتركيز على التعاون الاقليمي والدولي لان الجماعات الارهابية تستعمل في التجنيد والتمويل والتسليح شبكات عابرة للدول بل وبعضها للقارات. واشار معاليه الى عدد من المحاور التي تميزت بها المملكة لمحاربة الارهاب ومنها المحور القضائي باعتماد العقوبات المناسبة على التصرفات القولية او الفعلية الشديدة به او الداعمة له او التستر على اصحابه حسب خطورتها بالاضافة الى محور التوعية الشرعية بتعزيز منهاج الوسطية والاعتدال التي يتميز بها الاسلام وتصحيح الاخطاء الواقعة من البعض في المفاهيم الشرعية ذات الصلة بجماعة المسلمين وامامتهم وعلاقتهم بغيرهم والتحذير من الغلو في الدين والتعصب الطائفي المقيت وايجاد برامج لعلاج الانحراف الفكري وعناية وسائل الاعلام والثقافة الى غير ذلك من المحاور الاخرى التي تميزت بها المملكة في محاربة الارهاب.
التصدي للبلاء:
وقال سماحة شيخ الازهر الشريف الدكتور احمد الطيب ان المملكة العربية السعودية لاشك انها بذلت ولازالت تبذل جهودا عظيمة في محاربة الارهاب والمؤتمر العالمي الذي نظمته الرابطة لمحاربة هذه الآفة الخطيرة جاء في وقته المناسب من اجل التصدي لهذا البلاء الشديد الذي ابتليت به منطقتنا العربية والمتمثل في جماعات العنف والارهاب الغريبة عن الاسلام عقيدة وشريعة واخلاقا وتاريخا وحضارة والتي لا تمت الى هدي هذا الدين الحنيف بادنى صلة او سبب بل نبذت هذه الجماعات حكم القرآن الكريم والسنة وراء ظهورها واتخذت من الوحشية البربرية منهجا ومذهباً واعتقاداً ومن المؤلم ان هؤلاء قساة القلوب غلاظ الاكباد قد خرجوا عن السيطرة. لقد قيل الكثير عن تفسير ظاهرة الارهاب فمن المحللين من ذهب الى ان السبب في ظهور هؤلاء المجرمين هو الفقر المدقع الذي عاشوا فيه والبيئات المهشمة المنبوذة التي ترعرعوا فيها في بعض المجتمعات الاسلامية والاوروبية لكن الفقر ليس امرا مستحدثاً في دنيا الناس وانما هو امر قديم وكما قيل في تعليل هذه الظاهرة ان جذورها نبتت في غياهب السجون وظلمة المعتقلات وما لقيه شباب الجماعة الاسلامية لم تكن وحدها من قسوة في التعامل وانتهاكات لحقوق السجناء والمحتجزين ومع وجاهة هذا القول فان الجماعات الاسلامية لم تكن وحدها التي تلقت هذا اللون من العنف والاذى البدني والنفسي بل تلقاه كثيرون ممن ينتمون لمذاهب سياسية نذرت نفسها لنشر الشيوعية والالحاد والتبشير.
المملكة والاطاحة بالارهاب:
وقال مفتي الجمهورية اللبنانية السابق لعل الجميع يعلم جيدا ما تعرضت له المملكة العربية السعودية من اعمال ارهابية بشعة ولكنها بفضل الله ثم بجهود قيادتها الحكيمة وتخطيطها المدروس والمتقن وتكاتف وتعاون مواطنيها والمقيمين على ارضها مع رجالات الامن بكافة قطاعاتهم استطاعت ان تقضي على هذه الفئة الضالة في جحورها من خلال اعمالها الاستباقية للاطاحة بهم ورفض سماحة المفتي الصاق الارهاب بالاسلام لان ما يقوم به من اعمال اجرامية بشعة وحرق وقتل وذبح ليس من اعمال الاسلام في شيء. وقال ان المؤتمر الذي عقدته المملكة ممثلة في رابطة العالم الاسلامي لمحاربة الارهاب اتى في وقته المناسب خاصة وهو ينظم من دولة عانت كثيرا من الاعمال الاجرامية للارهابيين واستطاعت ان تتصدى لهم بكافة مؤسساتها وقطاعاتها الامنية وغير الامنية.
للمملكة تجربة ناجحة:
وقال معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس ان المؤتمر الذي نظمته رابطة العالم الاسلامي حقق نجاحاً باهراً من خلال التوصيات التي خرج بها لمكافحة هذه الافة الخطيرة الارهاب التي اصبح يعاني منها العالم كما ان كلمة خادم الحرمين الشريفين المنلك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله والتي القاها نيابة عنه رعاه الله صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين وامير منطقة مكة المكرمة في حفل الافتتاح كانت كلمة قيمة اسهمت اسهاما كبيرا في ايجاد تشخيص لظاهرة الارهاب لاسيما وان للمملكة تجربة ناجحة ورائدة في مكافحة هذه الظاهرة وقد استفاد منها العالم حيث استطاعت المملكة ان تعالج الفكر بالفكر ورصدت الشبهات التي يتمسك بها الارهابيون.