ما هو مشروع العمر لديك؟ هل لديك مشروع حياة؟ هل فكرت في مشروع مع الله؟ هل جال في خاطرك يوماً أن تعمل شيئاً لله؟؟ قلْ لي ما هو مشروعك أقلْ لك من أنت! تأملتُ كثيراً في سير الروّاد من هذه الأمة، وقلبتُ فكري طويلا في تلمح سر نبوغهم واجتلاء حقيقة تفوقهم، فخلصت إلى نتيجة مذهلة فحواها: أن من أراد السطوع فليكن لديه مشروع!! إن عمرك الحقيقي ليس تلك الساعات والأيام التي قضيتها في تتبع لذاذات الطعام والشراب، أوأفنيتها في التمتع بشهواتِ اللعب، وإغراءاتِ اللهو، إن حياتك كما يقول الطنطاوي رحمه الله: ليستْ بطول السنين، وإنما بعرض الأحداث التي تتركها في الأرض.. يعجبني من يترك بصمة، ويجعل له أثر، ويعمل شيئاً ينفع بها نفسه في الدنيا ويوم القيامة، فكن رجلاً إن أتوا بعده يقولون: مرَّ من هنا رجل وهذا أثره، وكل عمل يبدأ من بذرة. ترويقة: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "إنِّي لأمقت أن أرى الرجلَ فارغاً، لا في عمل دنيا، ولا آخرة.. ويقول ابن مسعود رضي الله عنه: "إنِّي لأكره أن أرى أحدكم سبهللاً، لا في عمل دنيا، ولا في عمل آخره". ومضة: إن لم تزدْ على الدنيا شيئاً كنت زائداً عليها، وإن لم تضف في الوجود جديداً كنت ضيفًا ثقيلاً فيه!! ولكي لا تموت وأنت حي عليك أن تتشبث بمشاريعك، وتعطيها شيئاً من الاهتمام، وشيئاً من التأثير.