✒ يحظى أئمة الحرمين الشريفين بمكانة سامية في نفوس المسلمين قاطبة ؛ وذلك لما لديهم من عناية فائقة بعلوم الشريعة الإسلامية ؛ وحفظهم لكتاب الله عز وجل ، وقد علت همة شيخنا معالي الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد - إمام وخطيب المسجد الحرام وعضو هيئة كبار العلماء - بتأليف كتاب يجمع فيه تراجم أئمة الحرمين الشريفين منذ عهد النبوة إلى عام 1432 ه . وجعل له عنوان " تاريخ أمة في سير أئمة " يقع في خمسة أجزاء ذكر فيه كل من أمّ المصلين بالحرمين الشريفين ؛ ومما لفت نظري في هذا الكتاب ذكره لبعض الولاة والأمراء ممن تولى إمامة الحرمين ، وذكر منهم من المعاصرين أبناء المؤسس المغفور له جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه وعلى رأسهم ، الملك سعود رحمه الله (المتوفى سنة 1389 ه) حيث أمّ المصلين بالمسجد الحرام ست مرات متفاوتة ما بين عام 1374 ه إلى عام 1381 ه . وذكر أيضاً إمامته للمسجد النبوي الشريف حيث أمّ المصلين ثلاث مرات ما بين عام 1377 ه إلى 1380 ه بدعوة من فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن صالح رحمه الله . وكذلك ترجم للملك فيصل رحمه الله (المتوفى سنة 1395 ه) وذكر قصة إمامته بالمسجد الحرام عام 1384 ه وملخصها : " أنه عندما بويع ملكا للمملكة العربية السعودية جاء إلى مكةالمكرمة وطاف بالبيت الحرام ، ولما حانت صلاة المغرب طلب فضيلة إمام المسجد الحرام وخطيبه الشيخ عبدالله الخليفي – رحمه الله – من الملك فيصل أن يصلي بالناس فاعتذر ، فألح عليه فوافق ، وقبل الإقامة قال المؤذن الشيخ عبدالله بصنوي بصوت مرتفع في جهاز الميكروفون : (إمام المسلمين الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود يؤم المسلمين) ثم أقام الصلاة ، فكبر الملك فيصل رحمه الله تكبيرة الإحرام بصوت مؤثر وخاشع ، ثم قرأ في الركعة الأولى صورة الضحى ، وفي الثانية صورة الشرح ، وبعد الانتهاء من الصلاة اندفع إليه جموع المصلين بشكل مروع يسلمون عليه ، ورافقوه الى باب الحرم ، والجميع يدعوا له بالتوفيق والسداد". وقد حوى هذا السفر الجليل العديد من القصص الأدبية والأبيات الشعرية وبعض المؤلفات العلمية لأئمة الحرمين الشريفين ، وحق له الفوز بجائزة " كتاب العام " للنادي الأدبي بالرياض ، وأهنئ شيخي معالي الدكتور صالح بن حميد بمناسبة فوزه بالجائزة وهذا ليس بغريب على عالم وفقيه مثله ، وأتمنى له مزيداً من التوفيق والسداد في حياته العلمية والدعوية . *