✒في هذه الأيام تغمُرنا نعمة ٌعظيمة من نعم الله عزوجل على العباد إنها نعمةُ نزول الغيث ( الأمطار) وهي من خيرات الله الوافرة والعامرة على عباده فهذه النعمة قد اسقى الله بها الأرض والعباد وأثمر بها الأشجار وعمّ بخيرها على جميع الأرض وهي من أعظم نعم الله وأجلها قال الله تعالى" وهو الذي يُنزل الغيث من بعد ماقنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد ." هاهي سحائبُ الخير تجتمعُ في سماؤنا وفوق أرضنا برعدها وبرقها لتُمطر علينا غيثاً هنيئاً لنعمة قد امتن الله بها علينا فلابد من الحمدِ والثناء والشكر له على ماتفضل به على العباد والباد . الحمدُ لله حمدًا تُستطابُ بهِ حياتنا .. ويزول الهمُّ و الكَدرُ والشُّكرُ دومًا لهُ في كلّ حالتنا حتّى ليرضى ويأتي الخيرُ والمطرُ وقد وصف الله الغيث بأنه الخير والبركة والماء الطهور وذلك في مواطن عدة في كتابه الكريم قائلاً (وانزلنا من السماء ماءاً طهوراً ).وأيضاً في قوله تعالى (ونزلنا من السماء ماءٌ مباركاً ). ونعمة نزول الغيث لاتدوم إلا بفعل الأعمال الصالحة والقيام بالخيرات وترك المعاصي والمنكرات والإيمان بنعم الله والتوبة الصادقة والأكثار من الاستفغار من أجل نزول الغيث وقد قال الله تعالى : "استغفروا ربكم انه كان غفارا *يُرسل السماء عليكم مدراراً " و هناك أدابٌ وسنن ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم عند نزول الغيث لابد من التقيد بها وعدم مخالفاتها ببدع الجاهليه ومن هذه السنن الواردة عنه صلى الله عليه وسلم عند نزول الغيث : -كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند نزول المطر وبعد نزوله : " اللهم صيباً نافعاً " "ومُطرنا بفضل الله ورحمته " -استغلال وقت نزول الغيث بالاكثار من الدعاء . -كشف البدن حتى يصيبه المطر . وهذه القطرات قد تحمل عند هطولها بشرى الخير والأمل وتبعث الفرح في النفوس ابتهاجاً بهذا الخير العظيم ومع هطولها تصور لنا مناظراً خلابة تجذبُ الناس وتولد في أنفسهم شغف التقاطها وتداولها ولكن لابد من الوعي عند هذه المخاطر . ومع تزامن فترة هطول الأمطار هذه الأيام وتسارع الكثير من أفراد وعائلات والتوجه إلى أماكن الخطر وأماكن تجمع المياه في السيول والأودية وذلك رغبة في حب الاستطلاع غير آبهين في خطورة هذه المواقع والذي يؤسفنا كثيراً ويحزننا مانشاهده في مواقع التواصل الاجتماعي من مقاطع وقد انتشرت عن مظاهر لاتسر لها النفوس وتعجب منها العقول وللأسف وتضيقُ بها الصدور ومايقوم به البعض من المخاطرة في النفس وهلاكها بلا وعي ولا ثقافة وتجاهل لأي احتياط وعدم الاكتراث بأي دعوات وتحذيرات تبثها تلك الجهات المختصة حرصاً منها على الأفراد من أجل التجنب في الوقوع في المصائب لاقدر الله عزوجل . فلا بد من نشر الوعي وتوجيه هؤلاء الأفراد بداً من الأسرة وإنتهاءً بالمجتمع وذلك بالتوجيه لهم بالحرص على الإلتفات إلى تلك التحذيرات المنشورة مرئياً وسمعياً عن مخاطر هطول الأمطار الكثيفة وأماكن تجمعها وذلك بأخذ الحيطةِ والحذر والمحافظة على النفس وسلامتها . فلابد من التفكر في نعمة نزول الغيث والتأمل في جمالها فهي نعمة عظيمة تتخللها معاني سامية ترسم لنا لوحة فنية عن هطولها . فهي تغسل تلك القلوب وتشعر النفس بقدرة الله عزوجل العظيمة وبالتضرع بالدعاء إلى الله تعالى . دع ما يقال عن اللغات وحسنها مهما تنمقها أحاديث البشر فجميعها لاتستثير مشاعري لما تخاطبني ترانيم المطر اللهم اجعل هذا الغيث سقيا رحمة لا سقيا عذاب واحيي به البلاد والعباد وادفع عنا البلاء والوباء عن بلادنا وسائر بلاد المسلمين اللهم امين. .