ينبغي أن تتنبه الأسرةُ للتهيئة السليمة للطفل في عامه الدراسي الأول، لأنها مرحلة حساسة بالنسبة له، وبناءً عليها تتحدد محبته للمدرسة في أعوامه القادمة. وإليكم بعض الوسائل والمقترحات لتهيئة الطفل التهيئة السليمة لدخول الروضة (المدرسة): * على الأم محاولة ترسيخ الانطباعات الجيدة والسلوكيات الإيجابية تجاه المدرسة، وأن تتحدث مع طفلها قبل دخول المدرسة بشهر أو شهرين عن إيجابيات المدرسة، وأنه سيجد أصحاباً وسيشتري بنفسه، وسيلعب ويتعلم أشياء جديدة. وهذا يعني أن تتحدث الأم بالحسنى عن كل ما يمكنها مدحه في المدرسة، والتغاضي عما سوى ذلك. * على الأم أن تبدأ بالانفصال التدريجي عن طفلتها قبل دخولها للمدرسة بشهرين أو ثلاثة بحيث تتركها لفترات في بيت جدها أو غيره حتى تتعود البُّعد عنها تدريجياً. وكذلك تطبق مبدأ الانفصال التدريجي بعد دخول طفلتها للمدرسة، كأن تحضر اليوم الأول كاملاً، وتحضر نصف اليوم الثاني، وهكذا (على حسب الحالة) وهذا يساعد كثيراً في تلافي الآثار السلبية على الطفل. * ما أجمل لو تمثِّل الأم أنها معلمة وطفلها هو (التلميذ)، وتحاول أن تعلمه طريقة الاستئذان للشرب أو الأكل أو الذهاب للحمام، وطريقة الجلوس، وكيف يطلب من معلمه أي شيء؛ لأن معاناة الطفل قد تبدأ من طريقة التعبير عن حاجاته وعدم قدرته على الاستئذان، فإذا لم يتم التعامل معها بشكل سليم تسببت في نفوره من المدرسة. وتحاول الأم قدر الإمكان أن تبدو لطيفة معه؛ لكي تُبدد الخوفَ من قلبه وتجعله يتخيل ويتصور طبيعة المدرسة وكيف يمكن أن تكون. * يجب التأكد من أنّ الطفل يستخدم دورة المياه بالشكل الصحيح الذي يضمن نظافته ونظافة المكان، كما يجب حثه على دخول الحمام قبل الذهاب للمدرسة، وتزويده بالمناديل في جيبه أو في حقيبته. * وأنت تصطحبين طفلتك لزيارة صديقتك.. اطلبي من صديقتك التحدث مع صغيرتك؛ لكي تعتاد الكلام مع الغرباء، خاصة مع مَن في سن معلِّمتها. * ومما يُصعِّب على الطفل الاندماج والتكيف السريع مع المدرسة وجود الطفل في بيئة معزولة – قليلة الاحتكاك – حيث الطفل لا يتعامل إلا مع محيط أسرته. وفي مثل هذه الحالة ينبغي على الوالدين توسيع نطاق الزيارات، والذهاب بالطفل إلى الأماكن العامة وتشجيعه على اللعب مع الأطفال الآخرين والاحتكاك بهم. * تدريب الطفل على تكوين صداقات وعلاقات اجتماعية داخل المدرسة والهمس في أذنه أنه سوف يكون سعيداً مع هؤلاء الأصدقاء الجدد. * تهيئة الظروف المساعدة على النوم المبكر؛ لأن عدم كفاية النوم تؤدي إلى تكدّر مزاج الطفل وبالتالي قد يُحجم عن الذهاب إلى المدرسة. هذا إلى جانب الأضرار الصحية التي يسببها السهر. * خذ جولة مع طفلك داخل المدرسة قبل أن تبدأ الدراسة، وعرِّفه بمكان المقصف والحمامات والمكان الذي سينتظرك فيه عند الانصراف. كلها أمور ستجعله أقل قلقاً وتوتراً. * اصطحب طفلك لشراء أدواته المدرسية، وتحديداً (الحقيبة)، مع إعطائه الحرية في الاختيار. كل ذلك يحبب الطفل في المدرسة ويزيده تحفيزاً وانتظاراً لها. * اتركي بطاقة جميلة لطفلك في حقيبته، حتى لو كانت صورة قلب أو وردة شاهدك وأنت ترسمينها بيدك، فذلك سيشعره بأنّك تفكّرين به، وأن شيئاً منك معه في المدرسة، وأنه لم ينفصل عنك نهائياً. * طمئني طفلك أنه إذا ما تعرَّض لأي مشكلة في المدرسة، فإن هناك مَن هو كفيل بحلها (المعلم، المعلمة)، وأنهما سيكونان بمثابة الأب والأم له. * يعدّ التنويع في وجبة الإفطار وابتكار أغذية محبّبة لنفس الطفل من شأنها أن تشجعه على الاستيقاظ مبكراً، خاصة في أول يوم دراسي له، على أن تكون وجبة الإفطار حاوية لجميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الطفل. * من الأمور المهمة اختيار المدرسة الجيدة، فمن حق طفلك أن يدرس في مدرسة تتوفر بها جميع المرافق التعليمية والترفيهية، لا أن يدرس في مدرسة مستأجرة متهالكة البناء، ومتكدسة بالطلاب. كذلك ينبغي البحث عن المدرسة ذات السمعة الجيدة التي بها معلمون أكفاء، يحبون مهنة التدريس ويسعون لتطوير أنفسهم. * وأخيراً إذا تحول خجل الطفل وخوفه من المدرسة إلى بكاء مستمر وشديد يُفقده أعصابة قبل الذهاب للمدرسة أو أثناء تواجده فيها، فحينئذ قد يحتاج الأمر لتدخل طبيب مختص. نايف القرشي @naif_odian