بقلم: عبدالله غانم القحطاني موسم عظيم، هذه العشر الأخيرة من رمضان المبارك. ذوي حظ عظيم نحن الأحياء الذين منحنا الله تعالى فرصة الحياة لنلحق بشهر الصيام هذا العام، ومن يدري فقد يأتي مرة أخرى ولا يجد البعض.. السلام عليكم أيها المتخاصمون الذين أكملتم عدة أعوام أو أقل وأنتم تعيشون المقاطعة الكاملة التي لا تسمح بزيارة ذلك القريب البعيد الذي هجركم وهجرتموه!. والسلام على كل إمرأة عَفَتْ عمّن قاطعها من أقاربها ولم يكلف نفسه لو إتصال أو رسالة تقول لها طمنينا عنك، واعذري تقصيرنا، وتراك على البال لكن الظروف لم تسمح بوصالك. العشر الباقية قد لا يكملها المتقاطعين، وقد لا يرون بعضهم إلاّ يوم الدين، وهناك حساب ولا عتاب.. فلنتسامح ونتنازل عمّا ترسّب في النفوس لأجل أشياء لم تعد ذات قيمة!. هذين الرجلين رحمها الله تعالى المرفقة صورتهما، جمعتهم الجيرة والمصالح والأخوة والشهامة والظروف القاسية لمدة 75 عاماً متواصلة في مكان واحد. عاشا في وئام وسلام وتعاون وشراكة حقيقية، لم يتخاصما أمام قاضي ولم يرى كل منهما الآخر غير أنه جزء منه. ولم نكن نعرف مدى قوة إيمانهما بأن العلاقة الطيبة ليست مصالح أو مجاملة، إلاّ حينما تقدم بهما العمر وأصبح كلاً منهما يسأل بحنين عن الآخر ويذكره بالخير، ويعزيه في الشباب وما فات من العمر بشرف ومحبة وتعاون و "مرجلة" تُدرس". كان العيد بلا وجودهما في الحي فرحته ناقصة، واليوم أصبح الحي يفتقد للعيد!.. يارب عفوك.. رحمهما الله، الوالد الكريم والعم علي بن سلطان، حتى في الرحيل لم تتباعد المسافة الزمنية بينهما!.. عبرة.. فلنتصالح ونتعايش فلا شيء سيبقى غير السيرة كما هي.. والحياة أصبحت ايامها أسرع بشكل مُخيف!.