سألني صديقي: هل عايدت أحداً من جيرانك في هذا العيد؟ ضحكت بألم حقيقي وأنا أقول له انني لا أعرف اسم أحد منهم بالكامل ناهيك أن أقوم بزيارته أو يقوم هو بزيارتي، لقد تصادف أنني كنت هابطا من الطابق الرابع حيث أسكن ليتوقف "المصعد" في الدور الثاني أو الثالث لا أعرف بالضبط؛ ليدخل أحد السكان رجل في حدود الخمسين من العمر لم يكلف نفسه بإلقاء كلمة "سلام عليكم" لقد هزتني نفسي أن أقول له "قل سلام عليكم" لكنني خشيت أن أتسبب في خلق مشكلة حيث إنني أدركت بأنه قد يكون من "الشرسين" الذين لا يقبلون "عتابا"!. استمعت إلى هذه "الشكوى" التي قصها علي صديقي ونحن نقارن بين العيد أيام زمان والعيد هذه الأيام. كانت في تلك الأيام منازل الأحياء مشرعة الأبواب أمام أهل "الحي" وبين الأهل والأصدقاء على مدى الأيام الأربعة كنت تشعر بأن هناك عيداً أو أن هناك تلاحماً أسريًا واجتماعيًا ملحوظاً، الآن تحول النهار إلى ليل والليل إلى نهار، انقلبت الآية، فبدل أن يكون النهار معاشاً أصبح سباتاً لهذا السهر "المجحف". أعود إلى بداية "الكلام" حيث تحولت الجيرة إلى نوع من "التوجس" والريبة، بل تحول سلوك بعض الجيران إلى سلوك "مشين" كأن يخدش لك سيارتك أو أن يقف في مكانك أو أن يحجز سيارتك بسيارته ومن أمثال هذه التصرفات "الرعناء" التي تجعلك في حيرة من أمرك في كيفية التصرف معه فهو جارك الذي كاد أن يورث. صحيح الجار قبل الدار.