* واسمح لي يا نور أن أتحدث عنك ومن مثلك يُستأذن قبل أن يُحكى عنه،، سأحكي عنك قصة دقائق كتبت تاريخاً في مدونته وما أكثر الصفحات التي تذيلت بتوقيعك..! * سأبدأ من تلك الساعة التي ارتفعت فيها حرارتك فلامست حد الخطر، وضاقت بك أنفاسك حد فقدانها، وأنت تردد بلسان أثقله المرض : (سألعب غداً)..!!! * أي روح تملكها يا رجل..؟ وما كل هذا الاتحاد الذي ملأ كل ما فيك..! ومن ذا الذي غامر بك لأجله..؟ أعلم أنه أنت.. وليس غيرك يا من قلت يوماً (يا نموت.. يا يفرح الجمهور)..!! * واسمح لي يا نور أن أحكي شيئاً عن كواليسك، مناطق الظل التي لا يراها مدرجك، تلك المناطق الصاخبة بنبرة الروح، والمكتظة بحراك الاتحاد، حيث المعسكر، والباص، وغرفة الملابس، وخرطوش الملعب، وكل دقيقة تلعب فيها دور القائد. * ما أصدقك وأنت تؤكد لزياييه قبل اللقاء بأنه سيسجل..! وما أروعك وأنت تهمس في أذن مبروك (لن تهتز شباكك)..! وكم تأملت في حضنك لديمتري وأنت تتمتم (سنفعلها معك)..!! * أي ثقة تبثها في لاعبيك..!! فمن يراك في الباص وأنت مسترخي على مقعده (ذاهباً) للملعب لن يقول إلا (كابتن عائد بفريقه وقد انتصر)..!! * ومن يشاهدك وأنت تربط حذاءك في غرفة الملابس مردداً مع مدرجك أهازيجه سيوقن من وقتها أن الفرح (الموعود) قد بدأ..!! * كم كان الموقف مؤثراً وأنت تهمس في أذن حديد (لن تغادرنا إلا بكأس)..!! وما أبعد نظرتك وأنت تقول لنايف (غداً كله لك)..!! * قطرات العرق متزاحمة على جسدك، وكل خلية فيك تصرخ (آه)..! وتبقى روحك وحدها هي من تحرك المستديرة كيفما شاءت..!! * يا رجل..! دعني أتوقف عند تلك اللحظة التي قررت فيها أن يفرح مدرجك فرحته الأولى، لحظة توقفت بالكرة على قوس لا يقف عنده إلا (الثقة) ذاتها..! بحثتَ عن خرم إبرة في كومة القش التي أمامك، فمررت كرة من نااار أحرقته بكامله..!! * يا رجل..! مالذي فعلته بالنونو أسيس..؟ أهديته إهداءاً عجز عن إبداء الفرح به..!! هكذا رأيته، لم يعلم كيف يحتفل، فقرر الوقوف وأشار بصمت لحرم الجمال الآت منك..!! * من رآك يا نور وأنت (تحضن) الكرة بأقدامك، وذاك المحترف (اليائس) يركلها والعجز حيلته، حتماً سيردد : (النمر نمر حتى وهو مزكوم)..!! * حسناً.. دعني أنتهي إلى ما أنهيت به حوتاً ووضعته في مساحة أضيق من علبة (تونة)، فأقول إن الهدف الثالث الذي صنعته سيظل الهدف الذي لم ولن تصفه حتى (الإعادة) ذاتها..!! حكمة قالها لي منصور : مُش مهم فين تجلس .. المهم أن لا تغادر مقعدك..!!
