حان موعدُ الرّحيلِ.. الآن حانَ موعدُ الوداعِ يا حبيبي.. الآن سوف تزهقُ الروحُ من جسدي.. لترحلَ بعد رحيلك إلى سمائي.. أخبرني قبل الرحيل كيفَ ستشرقُ الشمسُ من مشرقِها ورحيلُك حجبَ أشعّتَها كيف سيظهرُ نورُ القمرِ ورحيلُك جللّه بالسوادِ كيف ستزهقُ الروحُ من جسدي عندّ رحيلِك هل سيكونُ رحيلُك بارداً عليها وتنزعُها بداخلي بسلامٍ أما ستعذبُها بحرْقَة رحيلِك وتجعلُني أصارعُ خروجَها وحدي دعنا نتخيل ذلك الرحيلَ سأتلو على روحي آياتٍ تلفّها بنسمةٍ باردةٍ سأقسمُ لك بأن لن تسكن روحٌ أخرى جسدي غيرَ تلك الروحِ التي تدثّرت بحبكَ لن يتحملَ جسدي روحاً أخرى.. تزهرُ من جديد بداخله.. لن يتحمل جرحاً آخر.. روحُك التي سكنَت بداخلي كانت نطفةً تغذّت على شريان قلبي حتى صارت علقةً وشاركتني غذاء الروح وترعرَعت إلى أن أصبحت جنيناً ينبض بداخلي باسم الحب أنتَ وحدَك من غرَسَها بداخلي لنشرَب نخبَ ذلك الرحيلِ اجعلني في هذه الليلة أميرةً للكونِ دعني في هذه ِالليلة أرتدِي أجمل ما عندي وأسدلُ لكَ خصلاتِ شعري الأسودَ وأنثرُ الوردَ في أرجاء المكانِ وأسكبُ.. في الكؤوسِ وأمسكُ يدَكَ ونرقصُ رقصةَ الوداعِ وأخبرُك حينها بأن روحي وإن غادَرَتْ ستُرَفرِفُ في عالمكَ ستجدُني أختبئ بينَ صفحاتِكَ وأوراقِكَ فقط اهمِسْ بداخلي حينها ستجدُ المكانَ مشعاً بالنورِ وروحي أمامَكَ أغمضْ عينيك يا جنين قلبي وغَطِّ جسدَك بحكايةِ حبّنا الأسطوري وتنفسْ بحرارةِ الأشواقِ التي تحملُها الأرواحُ انعم بنومٍ عميقٍ يحملُك إلى عالمنا الورديّ سأتركُ لك زجاجةَ عطري وخصلاتٍ من شعري وأرحلُ عنك بسلام