افتتح الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية أمس انطلاقة فعاليات ملتقى العمل التطوعي الذي تنظمه الغرفة التجارية الصناعية بالمنطقة الشرقية. وقال في كلمته التي ألقاها: "إ ن العمل التطو عي والإنساني مبدأ ثابت من مبادئ الدين الإسلامي الحينف، وهو من الفضائل التي يؤكدها القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، حيث نجد فيهما اهتما ما كبير ابروح المبادرة في الإنسان المؤمن واهتماما بتربية الإنسان المؤمن على الانتماء لدينه ووطنه ومجتمعه". وأردف: "إن قائمة الموضوعات والقضايا التي سيبحثها الملتقى تناقش موضوعات مهمة تكشف عن أهمية العمل الاجتماعي بشكل عام والعمل التطوعي بشكل خاص". من جهته كشف الدكتور يوسف العثيمين وزير الشؤون الاجتماعية عن سعي وزارته الحثيث إلى إصدار نظام وطني شامل للتطوع "، مشيرا إلى أنه سيعد إحدى اللبنات الأساسية في خدمة العمل التطوعي في السعودية. وقال: "اتخذت أعمال الخير في السعودية أشكالا كثيرة بدأت بالجهود الفردية في الإطار العائلي والقبلي، ثم تطورت إلى ما عرف بصناديق البر وامتدت بعد ذلك لتشمل المرافق العامة والخدمات الصحية والتعليمية والتدريبية وغير ذلك من أعمال البر". مؤكدا ضرورة تحري الدقة في اصطفاء المتطوعين واستقطابهم، بقوله: "فالنيات الطيبة وحسن المقصد ليسا كافيين وحدهما كي يكون المتطوع فاعلا؛ فلا بد من الأخذ بعين الاعتبار مجموعة من المعايير عند الاستفادة من المتطوعين". وأكد الدكتور علي النملة وزير العمل والشؤون الاجتماعية السابق في الجلسة الأولى عن البيئة القانونية للعمل التطوعي، أن المجانية في الأداء ليست لازمة من لوازم التطوع، بحيث يعد من يقدم خدمة بمقابل ما غير متطوع ما دام أنه قبض شيئا مقابل ما قدم من خدمة بقوله: "إذ قد يكون المقابل رمزيا، وقد لا يكون بالضرورة مادة أي النقود، بل المقابل قد يكون ابتغاء لما عند اللّه تعا لى من الأجر، وقد يكون المقابل قضاء لنذر أو تنفيذا لحكم قضائي أو إداري أو عقوبة تأديبية، وقد يكون المقابل تحفيزا بشهادة تقدير في مناسبة. تلك كلها صور من صور المقابل غير المادي الذي يلقاه المتطوع نظير القيام بنشاط ما". مشددا على أن العمل التطوعي ليس مجالا للوجاهة الشخصية أو الاجتماعية أو الثناء أو الشهرة، بل هو عمل تعبدي دعوي احتسابي تطبيقا وتمثلا، ولا مجال فيه لمنافع دنيوية ظاهرة. وقال: "إن البعض يرغبون في القيام بأنشطة تطوعية وقت وجود كوارث طبيعية وحروب فقط، بينما هو سلوك اجتماعي مفتوح في كل الأحوال". مؤكدا أهمية تجلية المفهوم من منطلق تحرير المصطلح كما يقول الأصوليون والسعي إلى توسيع مجالاته بدلا من أن يكون محصورا على مجرد الجهد البدني المجاني الذي يقدمه المتطوع دون مقابل مادي منتظم (راتب). وتوقع الدكتور عصام الفيلالي مستشار مدير جامعة الملك عبدالعزيز للتخطيط الاستراتيجي لدى حديثه عن الحركة الكشفية في السعودية أن يصل عدد الأعضاء المنتمين إلى الحركة الكشفية في الدولة إلى 5288 وحدة كشفية بمجموع يصل إلى 127 ألف منتسب بحلول عام 2011 م. وقال الفيلالي في ورقته التي عنوانها (الحركة الكشفية نموذج رائد للعمل التطوعي في مؤسسات التعليم العالي والعام):"إن أهداف الحركة الكشفية في السعودية تتمثل في نشر الحركة الكشفية وتشجيعها وتنظيمها والإسهام في تهيئة النشء وتوجيه الشباب وإعدادهم تربويا وثقافيا واجتماعيا ونفسيا وبدنيا وتنمية ولائهم للّه جل شأنه ثم المليك والوطن". وقدم الدكتور الفيلالي تعريفا لمفهوم العمل التطوعي الذي يقصد به التضحية بالوقت أو الجهد أو المال لكل من يحتاج إليه دون انتظار عائد مادي من أي جهة.