تشهد جامعة الملك عبدالعزيز غداً "الثلاثاء 12 صفر" الندوة الثانية في سلسلة الندوات المصاحبة لمعرض وفعاليات تاريخ الملك فهد - رحمه الله - تحت عنوان "الفهد والشباب"، التي تهدف للتعريف بالتطور الكبير الذي شهده قطاع الشباب في عهد الملك فهد – رحمه الله -، وحرصه على تنمية الشباب علمياً ومعرفياً انطلاقاً من إدراكه لأهمية بنائهم، وإعدادهم لقيادة السعودية نحو المستقبل. وتسهم الندوة التي سيديرها أمين مؤسسة العنود الخيرية، الدكتور يوسف بن عثمان الحزيم، ويشارك فيها مؤسس مؤتمرات "تيدكس العربية" بندر بن عبدالحليم المطلق، ومؤلف كتاب "دام"، ومدير برامج الريادة في "باب رزق جميل" هشام بن خالد داغستاني، ومدير جمعية مودة الخيرية للزواج محمد بن علي آل رضي، في إبراز أهمية روح المبادرة والسعي لتحقيق الريادة لدى الشباب، عبر طرح الأفكار الإبداعية، وتحويلها إلى فرص لمشاريع استثمارية حقيقية ناجحة، وذلك بعرض عدد من النماذج الناجحة للشبان المبادرين خلال الندوة.
وكانت أولى ندوات معرض وتاريخ الملك فهد قد انطلقت اليوم (الاثنين 11 صفر) تحت عنوان "الفهد والإيمان"، التي اتفق فيها مسؤولون عاصروا وعملوا قياديين ومسؤولين في عهد الملك فهد - رحمه الله - على أن خدمة الدين الإسلامي كانت في مقدمة أولويات الملك الراحل، مؤكدين أن الملك فهد قدم خدمات جليلة للإسلام والمسلمين، فضلاً عن دوره المهم في تأسيس التوسعة التاريخية للحرمين الشريفين في العهد السعودي.
وجاءت تأكيدات المسؤولين والقياديين خلال ندوة (الفهد والإيمان) ضمن الندوات المصاحبة لمعرض وفعاليات تاريخ الملك فهد "الفهد روح القيادة"، التي انطلقت مساء اليوم (الاثنين) في جامعة الملك عبدالعزيز، وأدارها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن فهد بن عبدالعزيز نائب اللجنة التنظيمية للمعرض، بمشاركة كل من: معالي الدكتور عبدالله نصيف نائب رئيس مجلس الشورى الأسبق، معالي الدكتور عمر قاضي أمين العاصمة المقدسة الأسبق ومعالي الدكتور أسامة البار أمين العاصمة المقدسة.
وأوضح الدكتور عبدالله نصيف في حديثه عن دور الملك فهد في دعم مؤسسات العمل الإسلامي التعليمي والإغاثي أن رابطة العالم الإسلامي التي كان أميناً عاماً لها في عهد الملك فهد شهدت تطوراً كبيراً في أعمالها؛ إذ قدم لها الملك الراحل الدعم المادي؛ لتنهض بعملها في الأفرع كافة التي تتولى الأنشطة فيها.
وتناول الدكتور نصيف في مشاركته بعض القصص والمواقف التي حدثت بينه وبين الملك فهد، مؤكداً أن الملك فهد تابع كثيراً العمل في رابطة العالم الإسلامي والإنجازات التي تحققت، بل "كان لصيقاً ومراقباً لكل أعمالنا"، على حد تعبيره. مستذكراً ما قاله الملك فهد له "إن عملكم يحتاج للمال والجهد".
من جهته، استعرض الدكتور أسامة البار أمين العاصمة المقدسة عدداً من الشواهد التاريخية في عهد الملك فهد - رحمه الله - التي أسس لها، مثل التسمية بخادم الحرمين الشريفين، زيارة سنوية للحرمين الشريفين وقضاء جزء من شهر رمضان في مكة والمدينة وزيارتهما، وهذه أصبحت عادة سنوية لها، وكانت بمنزلة الانطلاق إلى توسعة المسجد النبوي من خلال معايشته لظروف المسجد النبوي قبل التوسعة، إضافة إلى اهتمامه بمشاريع الحج والمشاعر المقدسة حتى في ظل مرور الميزانية السعودية بالانخفاض في الإيرادات. ففي عام 1420 ه بُنيت مسالخ في العاصمة المقدسة بطاقة 50 ألف رأس كل 8 ساعات، وهي أعلى طاقة من الدول المعروفة في جانب الثروة الحيوانية.
وتناول البار في عهد الملك التاريخ التوسعات في الحرم المكي والمسجد النبوي، مشيراً إلى عبارات الملك فهد – رحمه الله - حينما وضع أساس توسعة المسجد النبوي، التي قال فيها: "كان هذا المشروع حلماً يراودني منذ سنوات عدة، وعندما تحدثت به ظُنّ أنه ضرب من ضروب الخيال، ولكن الله - جلت قدرته - أراد لحكومة هذا البلد وأهله أن يحظوا بشرف هذا العمل العظيم". مع أنه - رحمه الله - كان من قام بهذا العمل. مشيراً إلى أن توسعة المسجد النبوي سبقت أعمال الحرم المكي.
وشرح الدكتور البار توسعة الحرم المكي مشيراً إلى أنها مرت بمحطات عبر التاريخ منذ العهد قبل النبوي حتى العهد السعودي، من 2136 متراً مربعاً، وبمصلين يبلغ عددهم 3000 مصلٍّ؛ لتصل في العهد السعودي، وفي عهد الملك فهد تحديداً، إلى 57 ألف م2 في المساحات، وإنشاء الأسطح للحرم ب 61 مسطحاً، إضافة إلى الساحات الشرقية والجنوبية التي أضافت 88 ألف م2؛ ليصبح إجمالي المساحات 366 ألف م2؛ لتكون نقلة كبرى في تاريخ التوسعات. كما حرصت التوسعة على إضفاء التجانس في المساحات والشكل العمراني، إضافة إلى الترميم الكامل للكعبة المشرفة.
من جهته، استذكر المهندس عمر قاضي، أمين العاصمة المقدسة والمدينة المنورة الأسبق، عدداً من المحطات المهمة في تاريخ توسعة المسجد الحرام والمسجد النبوي، كاشفاً عدداً من الأمور المهمة في هذا الجانب، في مقدمتها حرص الملك فهد - رحمه الله - على تسريع أعمال التوسعة، وخصوصاً فيما يتعلق بتعويضات الهدم والتوسعة للمواطنين.