تعتبر قاعدة "العند" التي بناها الاتحاد السوفيتي إبان الحرب الباردة في عهد الدولة الجنوبية السابقة أوائل ثمانينيات القرن الماضي؛ أكبر قاعدة جوية عسكرية في اليمن وتقع بمحافظة "لحج" على بعد 60 كيلومتراً شمال عدن، وقد شهدت أهم المعارك والاشتباكات خلال حرب 1994م الأهلية. وفي عام 1976 نظم الاتحاد السوفيتي رحلات "توبوليف تو-95" إليها من الصومال، وقام بتوسيعها في 1986 لتغطية الاستطلاع البحري في المحيط الهندي أثناء الحرب الباردة.
وكانت قاعدة العند تسمى بالقاعدة الأسطورية؛ لقوتها وشدة تحصينها، وفي يوم 17 مايو 1994 خاضت القوات الشمالية والجنوبية معارك عنيفة حول القاعدة وتبادلا القصف المدفعي المكثف؛ حيث سقطت في يد قوات المخلوع "صالح". وبعد أحداث 11 سبتمبر أصبحت مركزاً رئيساً لقيادة الحرب على القاعدة في اليمن؛ حيث استخدمها الأمريكيون.
وكانت قاعدة العند قد سقطت في مارس الماضي في أيدي ميليشيات الحوثيين الذين باتوا يسيطرون على مناطق واسعة في البلاد بما فيها العاصمة صنعاء منذ بدء هجومهم الواسع في يوليو عام 2014 انطلاقاً من معقلهم في محافظة صعدة في الشمال؛ حيث تمت استضافة خبراء من الحرس الثوري الإيراني داخل القاعدة الأكبر في اليمن للقيام بتدريب الميليشيات الحوثية والحرس الجمهوري الموالي لصالح على زرع الألغام وتفكيكها لقتل أبناء اليمن المعارضين لهم واعتراض مكالمات المقاومة من ملاجئ سرية تحت الأرض.
وتمكنت قوات "الجيش الوطني" و"المقاومة الشعبية" اليوم؛ من فرض السيطرة على قاعدة العند العسكرية الإستراتيجية بعد معارك ضارية مع المتمردين الحوثيين لتبقى شاهدة على فظاعة جرائم المخلوع "صالح" وأعوانه.
