أكّد الناطق الإعلامي بإدارة الدفاع المدني بالطائف العقيد ناصر بن سلطان الشريف، أن الموقع الذي غمرته مياه الأمطار الأخيرة وتضرر منهُ سكان قرية الغُنِّم في حي ليه "خمسة كيلومترات جنوبالطائف" يُعدُ من ضمن المواقع التي رصدتها دوريات السلامة التابعة لإدارته، وعملت على التنسيق مع الأمانة لتصريف المياه. جاء ذلك تجاوباً منه، بعد ما نشرت "سبق" مُعاناة السُكان، وقال العقيد "الشريف": أثناء هطول الأمطار فإن عمليات الدفاع المدني تتعامل فقط مع إنقاذ الأشخاص المحتجزين داخل السيول، فالأولويات تبدأ بالأرواح ثم الممتلكات، مؤكّداً أن الأمانة الآن مشكورة تقوم بواجبها في الموقع حسب ما تبلغت به شخصياً، من دورية السلامة في الموقع.
وبيّن أن الدفاع المدني دوره تنسيقي حيال مثل هذه البلاغات، أما انقطاع الطرق الفرعية أو الرئيسة فيتم التنسيق مع المواصلات أو الأمانة كلٌ حسب تخصصه، وجميع البلاغات الواردة لغرفة عمليات الدفاع المدني يتم التعامل معها، في حين أشار في تصريحه إلى أن الأمطار التي هطلت لمدة ثلاثة أيام متتالية على وادي ليه وجنوبالطائف تسببت في احتجاز 11 شخصاً، تم إخراجهم من بطون الأودية بصحةٍ جيدة من قِبل فرق الإنقاذ، التي تمركزت في مواقعها، من حين ورود التنبيه من مصلحة الأرصاد.
وكانت "سبق" قد نشرت معاناة الأهالي، عندما عاش سكان قرية الغُنِّم في حي ليه "5 كيلو جنوبالطائف"؛ حالة مأساوية عند هطول الأمطار، فبعد أن تمت سفلتة الشوارع أصبحت هذه الشوارع بركاً من المياه بعد هطول الأمطار، وتمنع الدخول والخروج من القرية.
أحد سكان القرية المواطن "فهد مسفر العوفي"، تحدث عن المأساة التي يعيشها الأهالي قائلاً: أنا كنت خارج القرية وقت هطول المطر، وعند عودتي لم أستطع الوصول إلى منزلي.
وأضاف: والدتي كبيرة في السن وتحتاج إلى علاج طبيعي، ويتم نقلها بالإسعاف كل يومين، ولكن الآن لا يُمكن للإسعاف أن يصل إلى منزلي، وأنا الآن وغيري من سكان القرية، سنذهب لنبحث عن مكان لننام فيه، وأولادنا لهم الله.
وقال: اتصلنا بالدفاع المدني وطلبنا شفط المياه فلم يحضر أحد، واتصلنا ببلدية جنوبالطائف فلم يرد علينا أحد، ولا ندري إلى متى ستستمر هذه المعاناة، مؤكّداً أن أغلب سكان القرية بدؤوا بالهجرة منها نتيجة هذه المعاناة، على الرغم من أنها تعد قريبة جداً من الطائف، بل تعد حياً من أحياء المحافظة.
وكشف آخر أنه في حال هطول الأمطار لا يستطيع أحد الخروج أو الدخول إلى منزله لأكثر من خمس ساعات؛ حتى يتم شفط المياه التي تتجمع في الميدان أمام منزله؛ بسبب السفلتة غير المناسبة والعشوائية من قِبل الشركة المعنية؛ ما يعنيه القول: "شُغل مَشِّيْ حَالَكْ"، بحسب المواطن.
وأضاف أن أحد السكان حفر حفرة كبيرة ولم يقم بتغطيتها، وتم الاتصال بالدفاع المدني بعد هطول الأمطار ولم يستجب لذلك، مؤكّداً أن البلاغ مُسجل بالتاريخ والساعة، مُشيراً إلى أنه سقطت فيها سيارة أمس ونجا صاحبها، إضافة إلى وجود زواحف سامة من عقارب وثعابين في هذا المستنقع الوبائي، والذي يضرُّ كُل من حوله.