فجأة تكتشف وأنت تمر بسيارتك في طريق مكشوف سوراً طويلاً يحجب عنك رؤية الأرض حول الطريق، وإذا مرت بضعة شهور انتصب السور أمام العابرين حاجزاً بينهم وبين السهول التي كانت ممتدة أمامهم، حتى أنك في بعض الأحيان إذا أردت إيقاف السيارة لحاجة ما لا تكاد تجد موقفاً مناسباً بسبب هذه الأسوار أو الشبوك التي لا تدري كيف أنشئت.. بعد أن كانت الأرض فضاء متسعاً لخلق الله. والحديث هنا بشكل خاص عن جدة التي يعاني سكانها من ضيق شوارعها وطرقاتها وأزقتها وكثرة سياراتها التي تكاد تتجاوز ثلاثة ملايين سيارة ما بين كبيرة وصغيرة فلا تجد شارعاً خصوصاً في نطاق مائتي كيلومتر مربع يحتضنها وسط المدينة من شارع صاري حتى شارع الميناء. فقد كشفت مجلة «مكة» الصادرة عن إمارة مكةالمكرمة جانباً من هذا اللغز الجديد.. إذ ذكرت «الدورية» العدد العشرون أن: لجنة التعديات في أمانة جدة فرضت رقابة صارمة على الأراضي ومنعت التعديات واستطاعت الوصول إلى استعادة أراض في المحافظة تتجاوز مساحتها 280 مليون متر مربع. وقالت مجلة «مكة»: «إن لجنة مراقبة الأراضي والتعديات تعمل على تعديل نظام المراقبة بحيث يكون العمل مشتركاً بين عدد من الجهات ذات العلاقة للحد من توارد الشكوك ومنع أي محاولات لتلقي رشاوى. وإن أي مراقب لا يعمل بمفرده كما كان الأمر في الماضي بل برفقته خلال جولاته الرقابية رجل أمن مع شخصين من منسوبي اللجنة لضمان الشفافية والتأكد من عدم تلقي أي رشاوى، واللجنة تضم في عضويتها إمارة منطقة مكةالمكرمة والأمانة ووزارتي الزراعة والمالية، واللجنة جهة تنفيذية فقط للأوامر القادمة من إمارة المنطقة إضافة إلى المراكز التابعة لها». وبالمناسبة فقد جاء في خبر نشرته «عكاظ» الأربعاء الماضي بعنوان (إحباط تعديات على 1.2 مليون م2): «أحبطت بلدية الجنوب الفرعية في جدة أمس (الأربعاء) تعديات على أراضٍ حكومية بمساحة 1.2 مليون متر مربع. وحسب رئيس البلدية المهندس محمد الزهراني، أُحبط بيع مخطط عشوائي بأرض حكومية جنوب شرقي حي الهدى، وأزيلت البتر الخرسانية ودكات لأعمال البيع ومبنى تحت الإنشاء، وتم سحب وحجز 11 قلابا ترمي المخلفات في غير الأماكن المخصصة لها وطبق النظام حيالهم». والذي لا شك فيه أن مواصلة الرقابة ستوقف هذه التعديات التي يقوم بها من لا ضمير لهم. والله المستعان. السطر الأخير: إيقاف التعديات لا يتم إلا بنظام جاد ورقابة فاعلة. [email protected]
