اعتدى عدد من المواطنين على المياه الجوفية في مزارع عينونة في قرية الخريبة التابعة لمحافظة ضباء، فشيدوا الأشياب فيها، لبيع المياه على الشركات العاملة في المشاريع، غير عابئين بالأضرار التي لحقت بالحقول، إثر نضوب المياه، وتقلص الرقعة الخضراء، بتحولها إلى أراض قاحلة. ورغم الشكاوى المتكررة التي يتقدم بها الأهالي إلى فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة، لتدارك الوضع وحماية الثروة المائية، إلا أنهم لم يجدوا أي تجاوب، ما أوجد بيئة ملائمة للصوص الماء يمارسون تجاوزاتهم دون رادع. وشكا محمد حامد سلامة المشهوري من تحويل البعض مزارعهم إلى مواقع أشياب لبيع المياه، وباتت تستقبل أكثر من 100 صهريج، ما أدى إلى نضوب المياه الجوفية، مشيرا إلى أن أولئك المزارعين يرتبكون مخالفة تعاقب عليها وزارة البيئة والمياه والزراعة. وذكر أن التجاوزات التي يرتكبها أصحاب المزارع جعلت أجهزة جلب المياه الجوفية لا تعمل أكثر من 10 دقائق، مستغربا تقاعس الجهات المختصة في متابعة تلك التجاوزات ببيع المياه على الشركات والمؤسسات العاملة في المشاريع العامة بالشوارع، لجني أرباح وفيرة، غير عابئين بالتجاوزات التي يرتكبونها. وبين المشهوري أن الشركات جلبت المياه في بادئ الأمر من مزارع شرما والخريبة والبدع ومزارع أخرى ولكن حينما أدرك ملاكها الخطر رفضوا بيعها، ما دفع بالشركات للتوجه مباشرة للمياه الجوفية في مزارع عينونة. وذكر سالم محمود الحويطي أن الدولة منحت المزارعين القروض لحفر الآبار الجوفية، لتغذية مزارعهم، لكن البعض استغلها بطريقة خاطئة وأصبح يبيعها للشركات، حتى جفت الآبار وتضررت البساتين في مزارع عينونة التي كانت تعد منبعا للمياه الجوفية منذ قرون عدة. وطالب الحويطي بضرورة أن يكون هنالك قرار حازم من المسؤولين في تبوك بأن يمنعوا بيع المياه التي تضررت على أثرها المزارع، وسن عقوبات رادعة للمخالفين. ورأى خالد حامد سلامة أن قسم موارد المياه بفرع وزارة البيئة والمياه والزراعة في ضباء لا يؤدي أي دور، مستغربا عدم تحركه واتخاذه إجراءات صارمة ورادعة ضد كل من يحاول بيع المياه الجوفية من مزارع عينونة. وأكد أن أصحاب المزارع أصبحوا يخصصون عمالا وصهاريج لبيع تلك المياه ولا يمكن التحدث معهم أو التحاور عن أسباب تلك المعاناة، بل أصبحوا يمارسون تجاوزاتهم على مرأى الجميع. ووصف سليمان القرعاني نزح المياه الجوفية في مزارع عينونة بالأمر الخطير، مشيرا إلى أنهم لم يجدوا أي مسؤول يقف معهم لحل هذه المعاناة. وأفاد أن خمسة من أصحاب المزارع يشيدون أشيابا داخل مزارعهم وينزحون منها المياه الجوفية لبيعها علنا، غير عابئين بالأضرار والأخطار التي تلحق بالمزارع نتيجة فعلهم. وذكر أن أحدهم حفر بئرا في منتصف وادي عينونة وخصص عامل بنغالي ليتولى نزح المياه الجوفية وبيعها كأنه مسؤول عن تحلية محلية وتدار بالمال ولا يوجد أحد يردعه، مبينا أنهم حين يشكون لفرع وزارة البيئة والمياه والزراعة يفيدونهم بأنهم جهات غير تنفيذية، ويطالبون منهم بالتوجه لجهة الاختصاص.