تذمر عدد من المزارعين بمنطقة القصيم من إهدار العمالة الأجنبية للمياه التي تسقى بها المزارع، وأوضحوا أن العمالة لا تهتم سوى بالبحث عن الأرباح، فلا تعنيها مصلحة الوطن بترشيد استخدام المياه الجوفية، وقالوا «من غير المعقول أن يترك البعض وكذلك فرع الزراعة هؤلاء العمال يستأجرون المزارع ويزرعونها ويعبثون بالمياه، ولا يهتمون بترشيدها للمحافظة على المخزون المائي»، واتهموا الجهات الزراعية بالتقصير تجاه الإرشاد والوجود الميداني والتعاون مع الجهات ذات العلاقة بالعمالة مثل الجوازات للقضاء على وجود العمالة غير النظامية التي تستأجر المزارع سنوات مقابل نصف الانتاج أو بدفع مبالغ جزئية لأصاحب المزارع. انتظار الحملات التوعوية يقول المزارع ناصر الصالح «الماء نعمة من الله، والقصيم مشهورة بوفرة المياه الجوفية التي تستخدم في الزراعة، وهذه المياه تُهدر على يد العمالة الأجنبية التي لا تدرك قيمة المياه في غفلة من أصحاب المزارع، ولم نلاحظ أي تحرك توعوي للاستعمال الأمثل للمياه». بينما يقول المزارع عبدالرحمن السعوي بأن مستوى المياه الجوفية يهبط سنويا حوالي ثلاثة أمتار – وأنا اقول ذلك متأكدا – والزراعة تنظر وكأن الأمر لا يعنيها بشيء. وأضاف بالقول «نريد حملة توعوية لجميع المزارعين توضح لهم كمية المياه المطلوبة لكل شجرة، حيث يلاحظ أن بعض المقيمين يسقون النخيل والأشجار الأخرى بكميات هائلة من المياة تفوق حاجتها بأضعاف المرات وبشكل يومي»، خاتما حديثه بالقول «نحن بانتظار الحملة التوعوية ولو بمنشورات تسلم لكل مزارع أو بالاتصال بهم أو مقابلتهم لهذا الغرض». استغلال خريجي كليات الزراعة بدوره عرج المزارع عبد الله الناصر على موضوع طلاب الزراعة حيث قال «هناك طلاب يتخرجون كل عام من الكليات الزراعية، ويتم توظيفهم بالزراعة، ولكن الزراعة بفروعها لاتقوم باستغلال طاقاتهم وفكرهم لخدمة المزارعين والمياه»، مشيرا إلى ضرورة التفاعل مع ما يطرح، وإلاّ فإن الوضع سيكون سيئا، مضيفا «سيهبط مؤشر المياه وتقل، وقد يأتي يوم نرى فيه بعض المزارع قد جفت، وذلك في حال جفت المياه الجوفية، وقال «أنا أريد من الزراعة القيام بواجبها واستغلال الدعم المالي من قبل الدولة التي تدفع بسخاء لكافة الوزارات، ولكن الاستغلال الإيجابي مفقود». وتساءل «كيف نترك عمالة تدير مزارع عليها أكثر من خمسمائة إلى سبعمائة نخلة وتقوم باستغلال المياه بطريقة مخالفة، وللأسف الشديد لاتوجد مراقبة. «الزراعة» تخلي مسؤوليتها.. وتتهم المزارعين من جانبه، اتهم مدير فرع وزارة الزراعة بمنطقة القصيم محمد إبراهيم اليوسف المزاراعين بتأجير المزارع بالباطن على بعض العمالة، وقال إن هذا يؤثر على المحافظة على المياه، مضيفا «نحن نقوم بجولات ميدانية وجميع المزا رع يملكها مواطنون سعوديون ومسجلة بأسمائهم، ولا نعلم صحة نقص المياه، وهذا الأمر يخص وزارة المياه فهي المعنية بذلك». «المياه» تخلي مسؤوليتها.. وتحمّل «الزراعة» المسؤولية من ناحيته علق مدير المياه بمنطقة القصيم إبراهيم الرقيبة، على استفسارات المزارعين قائلا «أولا الزراعة هي المسؤولة عن ما يحدث بالمزارع، ونحن لم نسجل انخفاضا بمنسوب المياه الجوفية، أما نقص معدل المياه بآبار المزارع يعود لأسباب الاستهلاك الزراعي، وننفذ جولات لاستكشاف مياه الآبار، ولم نسجل خارج آبار المزارع نقصا بالمياه الجوفية. الجوازات: ضبطنا عمالا مخالفين بالمزارع أكد الناطق الإعلامي لجوزات منطقة القصيم النقيب حماد المطيري ل»الشرق»، أن الجوازات تقوم بجولات مفاجئة على المزارع، وخاصة بأرياف بريدة وعنيزة والرس، وتم القبض أكثر من مرة على عمالة مخالفة لنظام الإقامة تعمل ببعض المزارع، وقال «هذا ناتج عن تهاون المواطن وعدم المعرفة التامة للحقوق والواجبات، وخطورة الاستعانة بعمالة غير نظامية». محمد اليوسف