نشرت عكاظ يوم الاثنين الماضي تحقيقا طريفا لكنه في غاية الأهمية لكونه يمثل مؤشرا لتفكير المستقبل الذي يحمله جيل الشباب الآن، وخارطة طريق للنهج الذي يؤدي إلى تحقيق أحلامه، وأيضا للحلول الكفيلة بتجاوز مشكلاتنا العالقة منذ زمن طويل. لقد طرحت عكاظ سؤالا على عدد من الشباب هو: ماذا لو كنت وزيرا في حكومة 2030 لتنثال الأفكار والآراء والمقترحات للجيل الذي سيمثل غالبية المجتمع عندما يحين ذلك الوقت، ولو كنت قادرا لوضعت نسخة من ذلك التحقيق على مكتب كل وزير ومسؤول ليرى كيف يفكر الشباب وماذا يريدون وماهي نظرتهم لأداء الوزارات الآن، بل لرجوت كل شخص يشارك في التخطيط لرؤية 2030 أن يقرأ ما قاله أولئك الشباب. ولأنه لا يمكن اختزال كل ما قالوه في هذه المساحة أتمنى على القارئ إلقاء نظرة على التحقيق كاملا. ستندهشون عندما تقرؤون ماذا قال وزراء حكومة 2030 الافتراضيين، حتما ستتوقفون عند الأفكار التي طرحها وزير الصحة أو العمل أو التخطيط أو الاقتصاد أو التعليم لأن كثيرا منها أفكار طليعية واضحة ومحددة الملامح والهدف. ستعرفون أن مجلس وزراء الشباب لا يعرف المفردات المواربة والعبارات الهلامية والجمل المطاطية، وليس في مفهومه أعطونا مهلة من الوقت لنفكر ونحدد الأولويات ونضع الخطط والإستراتيجيات، لأن أهدافه واضحة وطرق الوصول إليها معروفة ومحددة لا تحتاج إلى لجان أو جيش من المستشارين أو شركات استشارات أجنبية. مشكلتنا أننا متمسكون بنظرية حكمة الشيوخ في كل شيء، وأن الأكبر منك يوما واحدا أعرف منك بسنة. الوصاية المطلقة على الشباب جعلتهم يفقدون أمل المشاركة في صنع القرارات التي تخص واقعهم ومستقبلهم. نفكر عنهم ولهم وعليهم القبول بما نقرره لهم ليتحولوا إلى قدرات معطلة منزوية في هامش اليأس، وهذا من أكبر أخطائنا.