وصف وزير خارجية الدانمارك كريستيان ينسن زيارته الأخيرة للسعودية ب «الناجحة»، وقال في حوار ل «عكاظ»، إن العلاقات السعودية الدانماركية تتميز بالثقة المتبادلة، وأن هذه الزيارة مهدت الفرصة لتحقيق مزيد من التعاون بين المملكتين. وأضاف أن بلاده حريصة على تطوير العلاقات المستقبلية مع أكبر دولة مؤثرة في الخليج والمنطقة. ونوه ينسن بالدور الإستراتيجي الذي تقوم به السعودية لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط. وفيما يتعلق بنتائج زيارته الأخيرة للسعودية، أفاد أن المباحثات تميزت بالإيجابية والشفافية، وركزت على محاربة الإرهاب والتعاون في التوصل إلى حلول سلمية لأزمات المنطقة، كما تناولت الملفات المتعلقة بسياسة الطاقة والثقافة والتجارة والصحة وحقوق الإنسان. وشدد على أن الجانبين حريصان على مزيد من التعاون في إطار مشاريع مشتركة وتسهيلات للشركات. وحول رؤية بلاده للأزمة السورية، أوضح أن الدانمارك تؤيد الهدنة وتطالب جميع الأطراف الالتزام بها من أجل الوصول إلى حل سياسي من خلال التعاون مع المجموعة الدولية لدعم سورية. وشدد على ضرورة بدء عملية سياسية من دون الأسد الذي وصفه بأنه سبب المأساة الراهنة في سورية التي خلفت مئات الآلاف من القتلى ونزوح الملايين إلى خارج وداخل البلاد. وأفاد أن الدانمارك تدعم التحالف الدولي للضغط العسكري على نظام الأسد ومحاربة داعش. وشدد وزير الخارجية على ضرورة التمسك بوقف إطلاق النار حتى يصبح بطريقة مستديمة، وعبر عن تشاؤمه بشأن مستقبل سورية على المدى الطويل من دون التمسك بوقف إطلاق النار وبدء عملية سياسية ونقل السلطة وتشكيل حكومة جديدة. ولفت إلى أن هذه الخطوات تشاور فيها خلال لقائه ووزير الخارجية عادل الجبير في الرياض الأسبوع الماضي. وردا على سؤال بشأن الدور الذي تلعبه الدانمارك في محاربة إرهاب داعش، لفت إلى أن البرلمان الدانماركي أقر هذا الأسبوع تكثيف العمل لمحاربة الإرهاب خصوصا تنظيم داعش، وعبر عن ترحيب بلاده بإعلان السعودية تشكيل التحالف العسكري الإسلامي، والتعاون في ظل التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، إذ إن هذا الملف يشكل أولوية كبيرة لسياسة بلاده الخارجية والأمنية. وقال إن البرلمان سمح بتحرك مقاتلات حربية إف16 حاملة لصواريخ أرض أرض وصواريخ جو جو لمحاربة داعش داخل سورية والعراق. وحول جهود الدانمارك في أزمة اللاجئين في ضوء نتائج القمة الأوروبية الأخيرة، قال إن بلاده تتمسك بمحاربة الهجرة غير الشرعية ووضع برنامج خاص للاجئين يسمح لهم بدخول الدانمارك مع تقليل المساعدات الاجتماعية التي كانوا يحصلون عليها من قبل، انطلاقا من أن هذا الإجراء سيقلل تلقائيا من اللجوء، وأبان أنه إجراء لا يؤثر على اتفاقية شينجن الأوروبية. ولفت إلى أن الإجراءات الدانماركية تخص الحدود الخارجية للبلاد، وأن الاتحاد الأوروبي لا ينبغي أن يحدد لكل دولة أوروبية عدد اللاجئين الذين ينبغي السماح لهم بدخول دولة بعينها. وشدد على أن الدانمارك لن تتخلى عن مساعدة الشركاء الأوروبيين في احتواء أزمة اللاجئين. نسعى لتحقيق السلام في اليمن أكد وزير خارجية الدانمارك، أن تحقيق الأمن والسلام في ربوع اليمن يشكل أولوية لأمن واستقرار منطقة الخليج، ولفت إلى مشاركة بلاده في مؤتمر التنمية المستديمة الذي استضافته الأممالمتحدة في سبتمبر الماضي لدعم اليمن خصوصا فيما يتعلق بالأوضاع الإنسانية المتردية، فضلا عن الدعم المستقبلي لمشروعات إعادة التعمير بعد العمل بمبادئ المبادرة الخليجية لتفعيل السلام في اليمن. وشدد على أن وقف القتال والدخول في عملية سلام يشكل أهمية كبيرة للمجتمع الدولي في ظل أحداث منطقة الشرق الأوسط وأزمة اللاجئين بوجه خاص.