قال وزير خارجية الدانمارك مارتن ليدجارد ل«عكاظ»، إن بلاده مهتمة بتطوير علاقات التعاون مع المملكة. ونوه بمقترح خادم الحرمين الشريفين للتحول إلى مرحلة الاتحاد الخليجي، مؤكدا أن التطورات العالمية والإقليمية تتطلب إنشاء كيانات سياسية واقتصادية قوية. وشدد على ضرورة العمل من أجل حل الأزمة السورية عبر تشكيل إدارة سورية قوية من دون الأسد وبمشاركة جميع الأطراف. ● بداية، كيف تقيمون علاقاتكم مع المملكة؟ ●● نحن مهتمون بتطوير علاقتنا مع المملكة كأكبر دولة في منطقة الخليج، ولما لها من وزن سياسي واستراتيجي على مسار الأحداث في المنطقة، ونحن نتعاون في ملف الإرهاب الذي يشكل تحديا كبيرا لدول المنطقة والاتحاد الأوروبي، وتربطنا مع المملكة علاقات برلمانية بين مجلس الشورى السعودي والبرلمان الدانماركي، فضلا عن العلاقات التجارية التي تمثل لنا أهمية خاصة، كما نعمل على تعاون متجدد في إطار الطاقة البديلة لا سيما أن الرياض تعمل في إطار تنويع مصادر الطاقة. ● كيف تنظرون إلى مقترح خادم الحرمين بضرورة التحول الخليجي إلى مرحلة الاتحاد؟ ●● لا شك أنه أمر غاية في الأهمية، والتحرك في هذه المرحلة التي تشهد فيها المنطقة تقاربا ملحوظا من دول مجلس التعاون الخليجي مع مصر والخطوات التي بادرت بها المملكة لتحقيق المصالحة بين القاهرة والدوحة، كلها أحداث تشير إلى أهمية الاتحاد الخليجي. ولا شك أن الظروف التي يمر بها المجتمع الدولي تتطلب تكتلات سياسية قوية شأنها شأن التكتلات الاقتصادية والتجارية. ● ما هي رؤيتكم لظاهرة الإرهاب، وكيف يمكن محاربتها دوليا؟ ●● أعلنا منذ البداية مشاركتنا في الائتلاف الدولي لمحاربة إرهاب «داعش»، لأننا على قناعة بأن الإرهاب والتطرف بحاجة إلى تكاتف الجهود والعمل بشكل أكبر لمواجهتهما، ولا شك أن تنظيم «داعش» يشكل تهديدا دوليا وأمنيا على دول جوار العراق وعلى المجتمع الدولي. لقد وضعنا في الدانمارك برامج لاحتواء الشباب الأصولي ومنعه من السفر للمشاركة في الحرب التي تعلنها التنظيمات الإرهابية. وفي هذا السياق نقدر جهود المملكة في تشكيل التحالف الدولي لمحاربة التطرف والإرهاب. ● هل لديكم رؤية محددة فيما يتعلق بمحاولات حل المأساة السورية؟ ●● هناك موقف أوروبي موحد من خلال جهود المفوض الأوروبي الأممي دي مستورا، بجانب العقوبات المفروضة على النظام السوري.. نحن نرى أنه لا بد من العمل من أجل تشكيل إدارة سورية قوية من دون الأسد وبمشاركة جميع الأطراف البعيدة عن التطرف والإرهاب، وبلادنا تتحرك ضمن الموقف الأوروبي في ظل تحقيق إدارات ديمقراطية تحقق مفاهيم حقوق الإنسان وتعمل على وقف القتال. ● ما هو موقفكم من التوجهات الفلسطينية لإقامة الدولة المستقلة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي؟ ●● هناك قناعة أوروبية ترى أنه من الضروري أن تكون هناك دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل، والبرلمان الأوروبي صوت على إعلان الدولة الفلسطينية ولكن في إطار تحرك دبلوماسي لتحقيق عملية سلام شاملة وموقفنا لا يبعد عن هذا التوجه.. البرلمانيون لهم الحرية في التصويت على الدولة الفلسطينية وسيكون برأيي تصويتا رمزيا بحاجة إلى مرحلة سياسية لتحقيق هذا الهدف.