تراجع علماء أزهريون عن تكفيرهم للروائي الدكتور يوسف زيدان، الذي أنكر في برنامج تلفزيوني قبل أيام، الإسراء والمعراج وشكك في مكان المسجد الأقصى، في وقت حذر نقاد وباحثون أن يطال زيدان مصير فرج فودة خصوصا في ظل عدم نفي الأزهر لوجود حد الردة. وحمل الباحث طارق أبو السعد تكفير زيدان مسؤولية أن يتخذها الإرهابيون تكأة ليقوموا بقتل من أفتى الأزهر بخروجهم عن الملة. وأوضح أن ما قاله زيدان لم يخرج عن قوله إن القدس كلمة عبرانية وشرح ذلك من منظور تاريخي، مبينا أن المسجد الأقصى وجد في وقت مختلف عما نظن أنه وجد فيه الآن، وأنه لا وجود للمسجد الأقصى في مكانه القائم الآن، مشيرا إلى أن في الإسراء والمعراج حكايات تحتاج إلى تدقيق وأن المعراج غير مذكور في القرآن الكريم، وتساءل: هل يعقل أن ما قاله يوسف زيدان يعتبر كفرا بواحا؟ واعتبر الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية سامح عيد، ما انبرى له رجال الأزهر بالتكفير السريع ليوسف زيدان شروعا في القتل بالتحريض العلني، وأخذ على الأزهر أنه لم يدفع حتى الآن حد الردة ولم يبين أنه لا أصل له في الدين الإسلامي، مشددا على أن تزاوج التكفير مع حد الردة يتبعه مصير فرج فودة، فهو استنفار لكل المهووسين والمتعصبين للافتيات على السلطة والقتل، واتهم الأزهر بالشروع في قتل يوسف زيدان بالتحريض العلني بعد أن أفتى بتكفيره. وفيما يبدو أنه تراجع عن التكفير وإن بدت اللغة حادة، طالب أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر الدكتور عبدالمنعم فؤاد بضرورة محاكمة زيدان، ودعا النيابة العامة إلى رفع دعوى قضائية ضد زيدان، وعلى العلماء مراجعة ورفع أمرة للقضاء حتى لا يتهم بالخروج من الملة. وفيما طالب عضو مجمع البحوث الإسلامية الدكتور محمد الشحات الجندي، بأن يتحدث كل في تخصصه وتترك الأمور الإسلامية للأزهر والفقهاء، فإن الداعية الشيخ أسامة القوصي قال: إن ما قاله زيدان يشبة فكر المعتزلة الذين يقدمون العقل على النقل، وهو فكر مرفوض، مطالبا زيدان بالتوقف عن هذه الأقوال والاعتذار. من جانبه، قال أستاذ الأدب العربي الدكتور حسين حمودة: إن ما قاله زيدان مجرد اجتهادات يمكن الرد عليها من قبل المتخصصين في التاريخ والتفسير واللغات السامية وليس بالتكفير والمحاكمة.