الوضع المتفجر في القدس والضفة الغربية، بفعل ممارسات الاحتلال الإسرائيلي يضع منطقة الشرق الاوسط على «فوهة بركان» قابل للانفجار في أية لحظة، ويعزز هذه المخاوف استدعاء جيش الاحتلال لأعداد من قوات الاحتياط وتسليح المستوطنين بضغوط من الحاخامات، لمواجهة احتمالات اندلاع انتفاضة ثالثة في الأراضي الفلسطينية. إن الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للمسجد الأقصى المبارك، واستخدام الرصاص الحي والمطاطي لقمع المرابطين والرافضين لاستباحة المقدسات الإسلامية، تنذر بقرب انفجار المواجهات الدامية وبخاصة في ظل سياسات المجتمع الدولي التي تغض الطرف عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين. وأمام هكذا وضع، فإن الأمة العربية والإسلامية باتت تواجه هذه الأيام تحديات مصيرية تهدد حاضرها ومستقبلها، وتضعها على المحك في مواجهة قوة غاشمة مغتصبة لا تعرف إلا لغة الدم والقتل، والتي أوصدت كل الأبواب وسدت جميع الطرق أمام أي أمل في إمكانية تحقيق السلام في المنطقة. وما لم يسارع المجتمع الدولي إلى وقف الممارسات الإسرائيلية، وتجاوز حالة «الصمت المطبق» إلى التدخل الناجع وتوفير الحماية للفلسطينيين باعتبارهم الشعب الوحيد في العالم الذي يعيش تحت سلطة احتلال عنصري استيطاني، فإن المنطقة والعالم عرضة لتأجيج نيران الإرهاب والدفع باتجاه تغييب القانون الدولي لتحل محله شريعة القوة والغاب... وهو ما يجب التحذير منه.