أثار تألق الحارس الوحداوي أحمد الفهمي في مواجهة كأس خادم الحرمين الشريفين ضد النصر وتصديه للعديد من الهجمات التي كادت تنقل فريقه إلى دور ال16، فضول عشاق كرة القدم وكشافي المواهب لمعرفة الأسباب التي أقعدته على دكة البدلاء وغيبته عن الخانة الأساسية في صفوف فريقه، في وقت يرفض صراحة أن يطلق عليه لقب حارس طوارئ أو أن يكون رفيقا دائما لدكة الاحتياط، كاشفا ل «عكاظ» بأن لديه سجلا جيدا من المشاركة كأساسي وجاهز لذلك بكل اقتدار للاستمرار إن وجد الفرصة متمنيا منحه كافة الثقة. وطالب في حواره مع «عكاظ» جميع القوى الوحداوية بنبذ الخلافات والالتفاف حول الفريق لأن الطموح يتجاوز سقف الصعود إلى الحصول على البطولات، متناولا جملة من المواضيع فيما يلي تفاصيلها: فاجأت أنصار الوحدة تحديدا والرياضيين بشكل عام بمستوى مميز في كأس الملك، رغم أنك شاركت بصفتك حارس طوارئ بعد إرهاق الحارس الأساسي ؟ - لم أكن حارس طوارئ.. بل أنا حارس جاهز ولكن لم تتاح لي الفرصة، ما حدث لي هو أولا وأخيرا قناعة مدرب رغم أنه سبق لي أن شاركت في مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين عام 2011 أساسيا ووصلنا إلى دور الأربعة وقدمنا مستوى جيدا ومثلت الفريق الأول في عدة مواجهات، وفي نهاية الأمر أنا لاعب محترف ورهن إشارة المدرب متى ما أراد. ولكن بحسب مصادر فقد تلقيت عروضا عام 2011 ولكنك رفضت، لماذا؟ - هذا صحيح تلقيت عدة عروض من الرائد والعروبة ونجران وعرضين من الاتحاد والنصر ولكن طلبوا إخضاعي للتجربة فرفضت الفكرة، مستواي واضح للجميع فلماذا التجربة والمساومة، لذا فضلت البقاء في الوحدة وجدد عقدي لمدة ثلاث سنوات، ومن أجل أن أكون قريبا من عائلتي ولتأمين المستقبل، فضلا عن أنني عاشق للوحدة وللجماهير الوفية التي وقفت مع اللاعبين في أحلك الظروف وأقساها. هل ندمت على توقيعك عقدا طويلا، خاصة بعد أن وضعت على دكة الاحتياط رغم إمكانياتك العالية؟ - لست نادما على توقيعي لمدة ثلاث سنوات، لأنني قمت بذلك عن قناعة ولعلمي بأن هذا النادي لديه كافة الإمكانيات اللازمة في أن يصل فيه اللاعب إلى كل أهداف المنتخب والشهرة وتأمين المستقبل، فهو ناد كبير صاحب قاعدة شعبية ولدت نجوما أبدعوا وتألقوا وقادوا الأندية الكبيرة في دورينا خاصة تلك الجماهيرية ذات الإمكانيات المادية الكبيرة. هل تشعر أن وجود عساف القرني عائق لمشاركتك؟ - على العكس كان لوجود عساف دور كبير في تطوير مستواي ووجوده كان إيجابيا لأنه حارس يمتلك إمكانيات كبيرة استفدت منه كثيرا ولكن كنت أرغب في إعارتي لأحد الأندية من أجل تطوير مستواي ولكن إدارات النادي السابقة كانت ترفض وتمسكت بي وأنا كما قلت لك جاهز في أي وقت يحتاجني فيه المدرب. من وجهة نظرك ما هي أبرز المعوقات التي تواجه حارس المرمى ؟ - الفرصة، لأن الخانة واحدة في الفريق ويحتاج الحارس إلى صبر وتطوير مستواه بشكل مستمر حتى تتاح له الفرصة وبصراحة لدينا حاليا مدرب حراس مميز هو عادل منجي كفاءة عالية استفدت منها الكثير، وكان له دور كبير في تطوير مستواي. دعنا نتحدث عن الشأن الوحداوي في القسم الأول من الدوري انهيار وفي القسم الثاني عدتم بقوة، ما هو السر في ذلك؟ - سوء الحظ لازم الفريق في عدة مواجهات كنا نعلب ونخسر بالإضافة إلى المشاكل الإدارية التي حدثت مؤخرا كان لها أثر كبير في تقلب النتائج وعدم استقرار الفريق ولكن حينما هدأت المشاكل وجاء المدرب اخوان ردريغو الذي تعامل مع الظروف الصعبة بحكمة ونأى بالفريق عن كل المشاكل وخلق أجواء صحية مع الإدارة الحالية، وبالتفاف كل القوى من أعضاء شرف ومحبين وجماهير حول اللاعبين تحققت النتائج المرجوة. يتهم لاعبو الوحدة عند الخسارة بأنهم سبب كل مشاكل الفريق، بم ترد ؟ - لايمكن تحميل طرف واحد فقط المسؤولية، فهناك منظومة عمل هي من تتحمل المسؤولية عند الانتصار أو الإخفاقات، ولابد من أن يتحمل كل جزء مسؤوليته وأن لا تلقى على عاتق طرف بعينه. ولكن السواد الأعظم من الوحداويين يقولون إن بعض لاعبي الوحدة يهددون بالإطاحة بالإدارة إن لم تتجاوب معهم، وفعلوا ذلك أكثر من مرة ؟ - لا يمكن التسليم بذلك، وفي عهدنا تحديدا المزاجية غير موجودة ولم نتعايش مع هذه الأساليب، جيلي بريء من تهم التآمر ولكن النادي بشكل عام واجه في سنوات ماضية ويواجه أيضا اليوم ظروفا صعبة لم تمر على أي ناد آخر، فقر مادي ومشاكل متكررة بين القوى الوحداوية التي نأمل أن تراعي مصلحة النادي، إلى جانب العوامل النفسية، فكل هذه التراكمات كانت عاملا رئيسيا في تردي النتائج. هل أنتم نادمون على ما وصل إليه الفريق من تراجع في العامين الأخيرين؟ - بكل تأكيد لأن هذا المكان لايليق بفريقنا الذي جاء تأسيسه في طليعة الأندية السعودية وتخرج منه نجوما أثروا تاريخ الكرة السعودية، ونحن الآن نعمل كل ما في وسعنا من أجل إعادته إلى مكانه الطبيعي بين أندية جميل وبصراحة هذا ليس طموحنا فقط العودة بل المنافسة على بطولات الموسم لأن لدينا كل الإمكانيات الفنية، ونحن كلاعبين نستطيع أن نصل بفريقنا إلى المنافسة على البطولات، فالحلم فقط بالعودة إلى جميل ليس هو السقف الأعلى لطموحاتنا. وما هي الحلول المناسبة برأيك؟ - نبذ كل الخلافات وتوفر الأجواء الصحية للعمل الجماعي وكافة الإمكانيات المادية والمعنوية، وعلى رأسها جلب راع تجاري، لأن اللاعبين الحاليين لديهم الإمكانيات الفنية التي تؤهلهم إلى منازلة الفرق الكبيرة ومنافستها على البطولات. في مواجهة النصر رفع الجميع قبعة الاحترام لفريق الوحدة، كيف وجدت ردود الفعل؟ - كانت جيدة جدا، وكما قلت لك طموحنا أكبر من النصر مع احترامي للجميع، بدليل أن فريقنا الذي شارك بالرديف أحرج الفريق الضيف بأساسيه، بما يمتلك من أوراق فنية قوية يستطيع من خلالها تحقيق أهدافه المشروعة في العودة إلى دوري جميل والمنافسة على البطولات وإسعاد الجماهير الوفية التي صبرت كثيرا. ما هي مطالبكم كلاعبين من كافة القوى الوحداوية ؟ - الالتفاف حولنا وإبعادنا عن المشاكل وخلق أجواء صحية تساعدنا على تقديم المستوى والنتائج التي ينتظرها الجمهور الوحداوي، فقد صبر هذا الجمهور كثيرا وحان وقت إسعاده. ما هي الرسالة التي تود إيصالها لجماهيركم عبر «عكاظ»؟ - رسالتي لكافة الوحداويين، وأقول لهم تعلمون عن قرب الحالة الصعبة التي يعيشها الفريق من فقر مالي وشح موارد ومصادمات مستمرة، وهي عوامل حتما تؤثر سلبا على استقرار الفريق وتبعده عن تحقيق أحلام جماهيره العريقة، فنبذ الخلافات والعمل بيد جماعية وتلبية احتياجاتنا هو السبيل الأمثل لتحقيق البطولات التي طال انتظارها، ولن يتأتى ذلك إلا بالعمل الدؤوب المخلص والأداء القوي الذي سيكون دافعا لنا لتحقيق الانتصارات واستعادة وحدة زمان، والمطلوب منكم أعضاء شرف وإدارة وجماهير دعمنا لإعادة وحدة زمان ولنعود لمكاننا الطبيعي بين أندية دوري المحترفين السعودي التي حتما وجدت ما لم نجده، لذا بقيت واستقرت في دوري عبداللطيف جميل لسنوات.
